افتُتحت اليوم السنة الأكاديمية الجديدة في مؤسسات التعليم العالي في إسرائيل بمشاركة نحو 336.5 ألف طالب وطالبة، بزيادة طفيفة قدرها ألفي طالب فقط مقارنة بالعام الماضي، في ظل تباطؤ مستمر في نمو عدد الطلاب العرب وتراجع طفيف في نسب التحاقهم بالجامعات.

بحسب معطيات مجلس التعليم العالي، لا يزال تمثيل الطلاب العرب في الأكاديميا أقل من نسبتهم السكانية. فقد بلغ هذا العام 18.9% من مجموع الطلاب، مقارنة بنسبة 21% من مجمل السكان العرب في الدولة. بعد سنوات من الارتفاع الملحوظ في معدلات التحاق العرب، شهدت السنتان الأخيرتان تباطؤًا وتراجعًا يقارب 600 طالب مقارنة بالعام السابق، خصوصًا في مرحلتي الماجستير والبكالوريوس.

ويشير خبراء إلى أن هذا التراجع مرتبط بعوامل اقتصادية واجتماعية، أبرزها صعوبات الاندماج في سوق العمل الأكاديمي، وارتفاع تكاليف المعيشة، والتمييز البنيوي داخل بعض مؤسسات التعليم العالي، والملاحقة الأكاديمية، إضافة إلى غياب دعم كافٍ للبرامج المخصصة للطلاب العرب التي كانت قد ساهمت في رفع نسب الالتحاق خلال العقد الماضي.

الصورة العامة 

أما الصورة العامة للأكاديميا هذا العام فتظهر حالة ركود واضحة. فمن بين أكثر من 336 ألف طالب، يدرس حوالي نصفهم في الجامعات والنصف الآخر في الكليات العامة والخاصة وكليات إعداد المعلمين. لا تزال جامعة تل أبيب الأكبر في البلاد، إذ تضم نحو 26.6 ألف طالب، تليها جامعة بار إيلان بـ21.6 ألف طالب، ثم الجامعة العبرية في القدس بـ21.5 ألف. أما الجامعات الأصغر فهي جامعة أريئيل وجامعة رايخمان الخاصة، بينما يواصل معهد وايزمن التركيز على الدراسات العليا فقط.

من حيث التخصصات، يدرس ثلث الطلاب تقريبًا العلوم الاجتماعية والتربية، وهي مجالات ذات مستوى دخل منخفض نسبيًا في سوق العمل. وتأتي الهندسة في المرتبة الأولى بنسبة 17.7% من إجمالي الطلاب، تليها العلوم الاجتماعية، ثم التعليم.

التوزيع الجندري 


اللافت في المعطيات هو التوزيع الجندري: 60% من طلاب التعليم العالي نساء، لكن معظمهن يدرسن تخصصات ذات عائد مالي متدنٍ. فـ46% من الطالبات يتجهن إلى العلوم الاجتماعية والتربية والعلوم الإنسانية، بينما تشكل النساء 10% فقط من طلاب الهندسة و6% من طلاب علوم الحاسوب، رغم الجهود الرسمية لتشجيع دمج النساء في هذه المجالات.

في المقابل، يشير تقرير مجلس التعليم العالي إلى فجوات اجتماعية متزايدة. فـ24% من طلاب كليات إعداد المعلمين ينتمون إلى الشريحتين الأفقر في المجتمع، ما يعكس "توجيهًا ممنهجًا" نحو مهن التعليم داخل الطبقات الضعيفة، خصوصًا في البلدات العربية والمجتمع الحريدي.

أما في الجامعات، فالصورة معاكسة: يشكّل الطلاب من الشريحتين الأعلى دخلًا نحو 30% من مجمل طلاب البكالوريوس، بينما لا تتجاوز نسبة الطلاب من الفئات الفقيرة 6.6%. هذه الفجوات الطبقية، إلى جانب التراجع في نسب التحاق العرب وتفاوت الفرص بين الجنسين، تضع التعليم العالي أمام تحديات بنيوية متزايدة في قدرته على أن يكون مساحة للمساواة والاندماج.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]