الشاعر نبيل طربية
سباح في بحور الشعر لا يعيبه الموج
ويكتب بما لا تكتبه الشفاه
معين ابوعبيد
يعتبَرُ كتابُ الشّاعِرِ نَبيل طَرَبيه مُحطّةً مُضيئَةً فِي مَسيرَةِ الشّعْرِ العَرَبِيِّ المُعاصِرِ، إذ يُجسّدُ روحَ الإبْداعِ الأصيلِ، وَيَحمِلُ بينَ صَفحاتِهِ رِسَالةً إنسانِيّةً سَامِيةً تَتجاوَزُ حُدودَ الكَلِمةِ إلَى عُمقِ الوِجْدانِ.


فَشِعرُهُ لَيسَ تَعبيرًا عابِرًا عَن إحسَاسٍ، بَل هو رِسالَةٌ وَوعيٌ يَنطُقُ بِالحِكمَةِ وَالجَّمالِ، وَيُترجَمُ نَبضَ الإنْسانِ فِي لَحَظاتِ الفَرَحِ والحُزْنِ، الأمَلِ والانْكِسارِ.


نَجَحَ نَبيلٌ فِي التّحْليقِ بَينَ بُحورِ المَعانِي العَميقَةِ، وكَما أكّدَ الشّاعِرُ محَمّدُ مرعي في مُقَدّمَتِهِ القَيّمَةِ أنّهُ سَبّاحٌ ماهِرٌ، لا يُعيبُهُ المَوْجُ ولا تَخيبُ سِهامُهُ.


يَقتَنِصُ الصّوَرَ بِدِقّةٍ وإتْقانٍ، لِيمْنَحَ القارِئَ تَجرِبَةً شِعْرِيّةً غَنِيّةً.
وَعَليهِ، وَردٌ وَسَنابِلُ يُشكّلُ بِلا شَكٍّ، إرْثًا أدَبِيًا لا يُسْتهانُ بِهِ، وَيَنضَمُّ إلَى الأصْواتِ الشّعرِيّةِ الرّائِدَةِ الّتِي تَرَكَتْ بَصمَةً واضِحَةً وَاكيدَةً فِي ساحَةِ الأدَبِ العَرَبِيِّ.


بِرَأيِي المُتَواضِعِ، يَبْقَى كِتَابُ الشّاعِرِ نَبيلٍ "وَرْدٌ وَسَنابِلُ" شاهِدًا عَلَى مَوْهِبةٍ آمَنتْ بِأنَّ الشّعْرَ رِسالَةٌ لا تَموتُ، وَأنَّ الكَلِمَةَ الصّادِقَةَ قادِرَةٌ عَلَى اجتِيازِ الزَّمَنِ لِتَستَقِرَّ في الذّاكِرَةِ والوِجدانِ.
وَبيْنَ سُطورِ هذا الإرْثِ الأدَبيِّ، يَظلُّ القارِئُ يَنهلُ مَن نَبعِ التّميُّزِ الذِي لا يَنضُبُ، فَخُلّدَ ذِكرُهُ بَين الأقلامِ الرّاقِيةِ.
كل التقدير لنبيل الذي أهدى القارئ إرثًا أدبًيا ثرياً يفيض صدقاً وعمقاً
لتبقى كلماتك منارة تضيء الحركة الأدبية

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]