يقود المركز الطبي تسفون ثورة طبية تهدف إلى تقصير مدة تشخيص سرطان الرئة في شمال البلاد، وتحسين فرص العلاج وتقليل نسبة الوفيات العالية الناتجة عن المرض في المنطقة بفضل تقليص مدة التشخيص من عدة أشهر (المدة المتوسطة) إلى أسبوعين لغاية 4 أسابيع فقط في المركز الطبي تسفون.
للحديث عن التشخيص المبكر والسريع لسرطان الرئة، التقينا الدكتور علاء عواد، أخصائي جراحة صدرية، ويتمتّع بخبرة واسعة في تشخيص وعلاج أمراض الرئتين.
يقول الدكتور علاء عواد: "نلتقي كل أسبوع بمرضى كان من الممكن إنقاذهم لو تم تشخيصهم في مرحلة مبكرة. رغم تقدّم النظام الصحي في البلاد، إلا أن مدة التشخيص بشكل عام ما تزال طويلة وتمتد لأشهر عديدة".
هذا العام أُدرج فحص المسح بالأشعة المقطعية (CT) للكشف المبكر عن سرطان الرئة
ويضيف الدكتور علاء عواد: "الميزة الكبرى في منظومة التشخيص السريع في المركز الطبي تسفون هي التنسيق الفوري بين جميع الجهات — من طبيب العائلة إلى الجراح وطبيب الرئة والأورام. هذه السلسلة المتكاملة تسمح لنا بتقديم علاج شامل ودقيق في وقت قياسي. الهدف هو الوصول إلى المريض قبل ظهور الأعراض. فعندما تظهر أعراض مثل السعال المصحوب بالدم، فقدان الوزن أو الألم، يكون المرض غالبًا في مرحلة متقدمة. في الواقع، يُشخَّص معظم المرضى في الشمال في مراحل متقدمة — وهو أمر مؤسف نظرًا لقدراتنا الطبية الحالية".
"هذا العام أُدرج فحص المسح بالأشعة المقطعية (CT) للكشف المبكر عن سرطان الرئة ضمن سلة الخدمات الصحية للفئات المعرضة للخطر — في مرحلة لا تظهر فيها أعراض بعد. إنها بشرى مهمة، والفحص متاح لدينا أيضًا في المركز الطبي تسفون ويُجرى خلال أيام معدودة، دون خوف من الإشعاع".
ويتابع: "بالإضافة إلى الفحص المعتمد لمن هم فوق سنّ 65، تم فتح مسار خاص للشباب الذين تظهر لديهم أعراض مريبة أو المدخنين بشراهة، وذلك عبر طبيب العائلة. الهدف هو الكشف المبكر قدر الإمكان لتمكين الشفاء التام. عندما يثار شك لدى المريض أو طبيب العائلة، يُحال المريض إلى طبيب رئة أو جراح صدر، ومن هناك تبدأ سلسلة طويلة من الفحوصات. التغيير الذي أحدثناه من خلال إنشاء منظومة التشخيص السريع هو أن المريض الذي يُحال إلينا يُفحص خلال 24–48 ساعة فقط، ويُعيَّن له منسّق حالة ينظّم جميع الفحوص المطلوبة. هذا يقلّل العبء النفسي عن المرضى ويسرّع العمل مع طبيب العائلة".
العمليات الجراحية في المركز الطبي تسفون – بتقنيات عالمية
يؤكد الدكتور علاء عواد: "أنشأنا في المركز الطبي تسفون وحدة حديثة لجراحة الصدر والمريء. نجري جميع أنواع العمليات المتوفرة في البلاد والعالم لأمراض الصدر الحميدة والخبيثة. تُجرى معظم العمليات من خلال شق صغير في جدار الصدر باستخدام كاميرات وأجهزة متطورة. نعمل كفريق واحد يضمّ أطباء من مختلف المجالات، لأن علاج سرطان الرئة لا يقتصر على الجراحة فقط، بل يعتمد على نهج متعدد التخصصات يجمع بين الجراحة، والعلاج الدوائي، والعلاج الموجّه بيولوجيًا. هذا التعاون هو سر النجاح في إنقاذ الأرواح".
ويضيف الدكتور علاء عواد: "في مجتمعنا، ما زال كثيرون يتجاهلون الأعراض الأولية مثل السعال المزمن أو ضيق التنفس. رسالتي للجمهور هي ألا ينتظروا. كل تأخير في التشخيص يعني علاجًا أكثر تعقيدًا وفرصًا أقل للشفاء الكامل، فخلال ثلاث سنوات نجحنا في زيادة عدد العمليات والفحوصات المتقدمة وأتحنا لعدد كبير من سكان المنطقة تلقي العلاج بالقرب من منازلهم. أنا فخور بأن أكون جزءًا من هذا المشروع الرائد في الشمال، الذي يمنح المرضى فرصة حقيقية للشفاء بالقرب من منازلهم وبين عائلاتهم. هدفنا أن نجعل العلاج المتقدّم متاحًا للجميع، وأن نحوّل الخوف من سرطان الرئة إلى أمل بالحياة".
[email protected]
أضف تعليق