أكد الشيخ كامل ريان، مدير مركز “أمان”، في حديثه لموقع بكرا أن ما جرى في الأيام الأخيرة من جرائم دموية، وصولًا إلى تنكّر المجرمين بزي الشرطة، يعكس تراجعًا خطيرًا في هيبة الدولة ومؤسساتها أمام عصابات الجريمة المنظمة. وقال إن ما يزيد خطورة الأمر أن الشرطة نفسها قد تنازلت عن زيّها ومستلزماته المعنوية والمهنية تجاه المجتمع العربي، وتركت فراغًا تستغله هذه العصابات للتمدد وفرض سطوتها.
وأضاف ريان أن تنكّر المجرمين بلباس الشرطة لم يعد مجرد وسيلة لارتكاب الجرائم، بل أصبح مؤشرًا على تآكل ثقة المجتمع العربي بالمؤسسة الشرطية. وأوضح أن الخطر لم يعد يهدد الأفراد فقط، بل تجاوز ذلك ليصبح تهديدًا مباشرًا للسلم المجتمعي كله.
وشدد مدير مركز “أمان” على أن مواجهة الجريمة ليست مهمة الأهالي وحدهم، بل هي أولًا وأساسًا مسؤولية الدولة ومؤسساتها الأمنية. وأكد أن استمرار تقاعس السلطات يرقى إلى مستوى التواطؤ، سواء بالصمت أو بالفعل، ويكشف أن حياة المواطنين العرب لا تزال في أسفل سلّم أولويات الحكومة.
وأشار ريان إلى أن المطلوب اليوم ليس الاكتفاء بالبيانات الفارغة والتصريحات الإعلامية، بل وضع خطة شاملة حقيقية، وتخصيص ميزانيات جدية، وإظهار إرادة سياسية صادقة لاقتلاع الجريمة من جذورها. وذكّر أن عام 2022 كان المثال الوحيد الذي لمس فيه المجتمع بداية خطوات عملية لتجفيف منابع الجريمة بقرار سياسي واضح وبمرافقة لجان مهنية بعيدة عن الشعارات.
واختتم ريان بالقول إن المواطن العربي اليوم أصبح ضحية للزي الشرطي مرتين: مرة حين يستعمله القاتل للتغطية على جريمته، ومرة حين يتخلى الشرطي نفسه عن واجبات زيه، التي يفترض أن تكون لحماية المواطنين وملاحقة المجرمين.
[email protected]
أضف تعليق