بقلم: رانية مرجية
أغمضتُ عيني فوجدتني في حديقة لا تشبه أي أرضٍ عرفتها.
الأشجار لم تكن خضراء… كانت من نور.
أغصانها تتدلّى كأنها أوتار عودٍ تعزف من تلقاء نفسها لحنًا لم يُسمع من قبل.
الأنهار تجري بلا ماء، بل بضحكات أطفال، كل موجة قهقهة، كل شلال نغمة.
أما الزهور، فكانت تفتح بتلاتها لتكشف وجوه أحبّتي الذين رحلوا، يبتسمون ويقولون:
ـ “لم نغادر، كنا ننتظرك هنا.”
رأيت أبي يجلس تحت شجرة رمان، يقطف منها حباتٍ تضيء كنجوم صغيرة.
أمي خبزت لي رغيفًا من نور، ناولتني إياه وقالت:
ـ “كلي، هذا خبزك الحقيقي، بلا جوع ولا وجع.”
اقترب مني ملاك لا أرى له وجهًا، فقط جناحين يغطيان الأفق.
همس:
ـ “هذه ليست جنة النهاية… هذه جنة البدايات. كل حلم صدّقته، كل دمعة سامحتها، كل حبّ لم يفسد… هنا يتحوّل إلى بيت.”
مشيتُ في الدرب، وكل خطوة أنبتت وراء قدميّ وردة.
ضحكتُ… لكن ضحكتي لم تعد لي وحدي.
انتشرت في السماء، تفتّتت إلى طيور بيضاء، حملت أمنيتي الوحيدة:
أن يبقى هذا النور في داخلي، حتى لو عدتُ إلى العتمة.
[email protected]
أضف تعليق