ليس هنالك شيء في الإعاقة يدعو الإنسان ان يكون فخورا بها فهي ليست إنجازا من الممكن ان يضم الى قائمة الإنجازات ولا اختيارا عبقريا من اختياراته ولكنها ببساطة من الممكن ان تكون بابا للإنجاز ومقدمة للعبقرية فعندما يختار الباري سبحانه و تعالى محل اختباره لا يختاره عبثا بل لحكمة عرفها من عرف و جهلها من جهل و هنا معقل الفرس في مقالتي هذه فان ما اكتب عنه اليوم ليس شخصا و انما وعيا وليس تمجيدا و انما توثيقا لشخص ولد في سنوات الانتفاضة الأولى سنة 1987 مع تشوه في العمود الفقري و جهاز الاعصاب و الدماغ كإعاقة مركبة من مرضين يدعيان استسقاء الحبل الشوكي و السنسنة المشقوقة ( سبينا بيفيدا ) وواجه صعوبات في التأقلم في المدرسة الابتدائية لعدم تفهم اعاقته من البعض عانى كثيرا حتى اكمل تعليمه الثانوي و حصل على شهادة البجروت الكاملة بشق الانفس حيث ان هذه النوعية من الأمراض من المثبت علميا ان اصحابها يواجهون مشاكل حقيقية مع مادة الرياضيات خاصة و لهذا حرم من اكمال اللقب الأول حيث دهسه قطار التعليم الاكاديمي دون ان يلقي من يقود هذا القطار بالا او ان ينظر من النافذة لير ما الذي داسته عجلات قطاره , التحق بالكثير من الكليات و انهى الكثير من الدورات التدريبية و ترك الألقاب الاكاديمية لأصحابها أولئك الذين يقدرون على حملها فقد قررت المؤسسة التعليمية ان اللقب التعليمي كالوزن الثقيل ممنوع على البعض لكي يجنبهم الأذى , و من هنا كانت البداية كان من الواجب ان يلتزم بنظام أو إطار إضافي يحقق له حاجة العمل فالتحق في المركز الجماهيري في القرية – و عندما نقول حاجة العمل لا نقصد الحاجة الى الكسب فقط فالعطاء بذاته هو حاجة عند من عرف قيمته – و هنا بدات الكثير من المفاهيم من والقيم تنمو و تتطور في حياته و في لحظة فاصلة تم الكشف عن ورم حميد كبير في الدماغ لم تكن خطورته الا في حجمه الذي يتطلب المراجعة الدائمة و قد رافقته بعض العوارض الغريبة كالضغط الغير مبرر في مقدمة الرأس او سماع أصوات داخل الجمجمة او ما شابه ..
و لكن كان اهم ما رافق هذه المرحلة الهامة هو التوثيق فقد أصدرت لنا هذه المرحلة ثلاثة كتب في ادب الإعاقة سأذكرها و اذكر نبذة مختصرة عن كل كتاب منها
الإعاقة أسلوب حياة – تجربة صنعت الفرق :- يتحدث الكتاب عن المراحل الرئيسية المهمة في حياة الكاتب و تركز الفكرة المركزية للكتاب على طرح جديد لفكرة الإعاقة كمولد للنجاح و الطموح و التقدم و ليس معيق للحياة و سبب للفشل و الإحباط
مستوطن في رأسي :- يتحدث الكتاب بصورة مسرحية " لو أراد الورم ان يتكلم ماذا يمكن ان يقول ؟ " هل من الممكن ان نكون نحن من يقصر بحق اجسادنا ؟ هل نسبب لانفسنا الامراض باهمالنا ؟
تشخيص مؤجل :- بحوار بين الكاتب و بين الذكاء الاصطناعي هل تقترح علينا الحداثة حل لمساعدتنا في حل مشكلاتنا الطبية التي صعب علينا حلها ؟ هل من الممكن ان يكون الذكاء الاصطناعي شريك للحل ؟
فالكتابة و التأليف كانت هنا وليدة معاناة و معايشة و فهم و الإنجاز و الخبر هنا بالإضافة الى اطلاق الكتب و المؤلفات ان الإعاقة ممكن ان تكون رفيقة وعي وفهم و تطور
[email protected]
أضف تعليق