يَعودُ الشُّهداءُ مِن شَواهِدِهِمْ
إلى أَعشاشِ النَّوَى
يُلاحِقُهُمُ المَدَى
لَيسَ لَنا إلَّا جِبالُ البَراكينِ
ونُورُ شَمسٍ في ظُلمَةِ الغَضَبِ
لَيسَ لَنا إلَّا زَقاقاتُ المُخَيَّماتِ
وسُقوفُ الصَّفِيحِ الحامِياتُ البارِداتُ
لَيسَ لَنا إلَّا الطُّقوسُ السَّاجِداتُ
وما تَبَقَّى مِن ترفِ الابْتِهالاتِ
كَيفَ لَنا أَنْ نَعيشَ
في هذِهِ الأَجْواءِ
بِدونِ زَمانِ البَهاء
أيُّها الباقونَ كَطُيورٍ راجِماتٍ
تَحتَ ناطِحاتِ السَّحابِ
وقَذائفِها السَّاقِطاتِ
لا مَكانَ لِلرَّمْسِ
والنُّجومِ العائِداتِ
مِن لَيالِي الظَّالِمينَ والظَّالِماتِ
إِنَّنا باقونَ رغمَ الهَباءِ
في بُيوتِ الانسِيابِ
الرَّفاهِيَةُ تَتَناقَصُ
ويُتْعِبُها المَعزولونَ
في مَغَاوِرِ الأَسَى
غَطْرَسَةٌ تَتَكَاثَفُ
بِدُونِ سَبَبٍ
يَسيلُ مِنْها القَيْءُ
تَتَصَرَّفُ المَقُولاتُ المُلْمَلِمَةُ
ويَتَناقَصُ الشَّبَحُ
الجُوعُ يَلُوبُ
وثِيابُ التَّراتِيلِ
يَغْسِلُها التئام الجُرُوحِ
يَغِيبُ قَوسُ قُزَحٍ
في غَصْبِ الفُصولِ
سَنَعودُ مِن تَراكُماتِ المَوْتِ
بِدونِ الحُزْنِ
لَقَدْ ذَهَبُوا لِتَناوُلِ الشَّبَعِ
وما تَيَسَّرَ مِنَ الفُتاتِ
تَشابَكَتِ الدَّوالِي
وتَشابَكَتِ الأَيادي
[email protected]
أضف تعليق