بقلم: رانية مرجية

يا موتُ، مَهلاً... كيف تجرؤ أن تقطفَ الصوتَ المتمرّد؟
كيف تسكتُ وترَ البيانو،
وتُسدلُ الستارةَ على رجلٍ
كان يوقظُنا من الغيبوبةِ بالنوتة والكلمة؟

رحلَ زياد...
فمن يلعن الوطنَ بشعرٍ لا يُدينه؟
من يسخرُ من الطائفيةِ
وهو يغزلُ منها مسرحيّةً نضحكُ فيها على مرارتنا؟

من سيجلسُ الآن على الكرسي المكسور،
ويقول لأمه الأرض:
"أنا مش كافر، بس الجوع كافر، والذلّ كافر،
والعتمة كافرة..."؟

أيها العابرُ بنا نحو المستحيل،
يا مزيجَ النكتةِ واللحنِ والاحتجاج،
كيفَ تغادرُ والساعةُ لم تدقّ بعد دقّتَها الأخيرة؟

من بعدك،
سيمشي الخواءُ في أزقةِ بيروت،
وتتعثّرُ الضحكةُ في مسرحِ "غربة"
ويحترقُ "بالنسبة لبكرا شو"
كأنّها نبوءةٌ ختمتَها برحيلك.

كنا نظنّك ستبقى،
لا لأنّ الموت لا يزور الكبار،
بل لأنّك كتبتَ عنه كثيرًا،
فخشينا أن يخجل منك.

سلامًا عليك،
يا ابن فيروزَ ووجعِنا الجميل،
نمْ قريرَ العينِ في ضوءِ أغنيتك،
نحنُ الباقونَ في صمتٍ طويل...
نفتّشُ عنك في ضحكةٍ ذكية،
أو نغمةٍ غاضبة،
أو مقهى في الحمراء
يفتقد فنجانك الذي لم يبرد أبدًا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]