صَبْرَةُ الأَسَى

حينما يسقطُ الكلامُ في الموقدِ
يصمتُ ويتكلمُ الرمادُ
وانفعلَ من اللهبِ
من عناقِها البكرِ
يتقلصُ المدى في الرياحِ الداميةِ
تتكاثرُ أيامُ الذكرى الحزينةِ
ينقلبُ الموقدُ على نفسهِ
ويغرقُ في الذاكرةِ
أهذا عقابُ الجائعينَ!!!
أم بوصلةُ الأثداءِ النازفةِ؟
مَنِ ذا الذي ؟!!
دفنَ الموتَ بالموتِ
بدونِ كفنٍ
وتركَ القادمَ في الصحراءِ
الصحراءِ العامرةِ بغيابِ الجِمالِ
وتحرّكَ الجبال
تتشابكُ الأحلامُ
في ليلى الطويلِ
ولا أفيقُ
يصلبني الأسى
في مياهِ نهرِ الأردنِّ
ويعودُ إلى تفتح الحقول من تحت الجسورِ

صَبْرَةُ التَّرَوِّي

أشمُ رائحةَ المدافنِ
انا لا أكرُّ ولا أفرُّ
لا اقبلُ ولا ادبرُ واحط من عل
وُلِدتُ يومَ هروبِ رائحةِ الوردِ
وانسكابِ العطرِ على المرابعٍِ ِ المنبتاتِ
سألوكَ قميصيَ الممزقَ بالدم
وأقتلُ العطشَ
وغيابَ طينِ الطحينِ
التنفسُ يتسربُ
إلى أوراقِ الشجرِ
لا شوقَ بعدَ هذا الحضورِ
إلا لثوبٍ عتيقٍ
ورغيفِ خبزٍ في السيئينَ
تعتذرُ المدافنُ من كثافةِ الجثثِ
تذرفُ الدمعَ على صلبانٍ مدفونةٍ
تهلكُها بقايا نقعِ الهديِ
ثلجُ الأوجاعِ المنصفةِ
في مشافي الانكساراتِ
تهوى الرموشُ الراجفةَ
تندسُّ فوقَ العيونِ المعزولةِ
فتتفتتِ المكائدُ
تحتَ لسانِ يفوح
بينَ أكوامِ الفتاتِ


صَبْرَةُ النَّدَى


تركتني أحرفُ القصائدِ
وعادتني لحظاتُ الخريفِ الناعمةِ
أعتقلوا الربيعَ
عندَ الحاجزِ
لم أعدْ أتواصلُ مع الهروبِ
ألا يوجدْ في هذا الكونِ غيرُ الجمودِ
الوحشةُ تتراقصُ بينَ الأفاعي
وتتكالبُ الموبقاتُ
ينتشرُ بينَ المجهولِ
وينبثُّ بينَ النابضاتِ
الحجارةٍ مكنتِ السلاسلَ من التماسكِ
في بريقِ الاهتزازاتِ
ام تذوب الاملاحَ
والطريقُ إلى الرجوعِ
يعودُ من قلبِ الرعودِ
وتحترقُ النجومُ
تحتَ الغيومِ
وفوقَ توابيتَ تلوبُ

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]