شهدت مدينة حيفا انعقاد مؤتمر "نختار الصحة، نبني الشراكة"، الذي ناقش الفجوات الصحية في المجتمع العربي وخطة شاملة لتقليصها، بمشاركة مهنيين من قطاع الصحة، الحكم المحلي، منظمات المجتمع المدني، وممثلين عن الحكومة.

وخلال المؤتمر، أشار رئيس بلدية كفر قرع، فراس بدحي، إلى أن "المجتمع العربي لا يحظى بتوزيع عادل للموارد"، داعيًا إلى ضغط سياسي فعّال من أجل تخصيص الميزانيات، وإقامة مستشفيات في مناطق مثل وادي عارة والجليل، حيث يوجد في كفر قرع وحدها 540 طبيبًا. وأوضح أن صناديق المرضى لا تدمج الكوادر العربية كما ينبغي.

من جانبه، أكد حسان طوافرة، رئيس الهيئة لتطوير المجتمع العربي اقتصاديًا، أن "40% من العاملين في الصحة هم من العرب، لكنهم غائبون عن مواقع صنع القرار"، مشددًا على أن "الصحة ليست رفاهية، بل حق أساسي".

تحد اجتماعي واخلاقي

وزير الصحة، أوريئيل بوسو، أشار إلى أن الفجوات الصحية هي "تحدٍ أخلاقي واجتماعي"، مشددًا على أن التصريحات لا تكفي، بل يجب رصد ميزانيات وتنفيذ برامج يومية على الأرض. المدير العام للوزارة، موشيه بار سيمان طوف، أوضح أن الخطة الجديدة تهدف إلى تغيير جذري في آليات اتخاذ القرار بالتعاون مع صناديق ومؤسسات العلاج.

د. نور عبد الهادي شحبري، رئيسة طاقم تنفيذ الخطة في المجتمع العربي، استعرضت النتائج حتى الآن، مشيرة إلى تخصيص 730 مليون شيكل ضمن خطة "تقدُّم"، والتي شملت إقامة 22 وحدة صحة في السلطات المحلية، وتطوير بنى تحتية في 19 سلطة درزية و10 سلطات عربية، رغم تقليص 15% من الميزانية.

الشراكة العربية يهودية في نظام الصحة 

أما الجزء الختامي من المؤتمر فتناول الشراكة اليهودية-العربية في نظام الصحة، حيث عرضت د. خُزيمة خمايسي ضرورة البناء في أوقات الهدوء وليس فقط في الأزمات، فيما عبّر د. نعيم أبو فريحة عن شعور عام في المجتمع العربي بوجود "حالة طوارئ أمنية غير معلنة".

رئيس المعهد الوطني لسياسات الصحة، البروفيسور نحمان آش، ختم بالتأكيد على أهمية القيادة في ترميم الثقة، من "مستوى الوزير إلى مديرة العيادة"، داعيًا إلى إتاحة مساحة للحديث عن الآلام والمشاكل بهدف تحقيق استجابة طبية فعالة ومتفهمة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]