أصدرت وزارة الصحة الإسرائيلية بيانًا رسميًا تحذّر فيه من تبنّي توصيات "الجمعية الإسرائيلية لأطباء الحساسية والمناعة" التي تدعو إلى تعريض الرضّع الذين تناولوا تركيبة غذائية (حليب صناعي) في أيامهم الأولى، إلى تناولها مجددًا عدة مرات أسبوعيًا بهدف تقليل خطر التحسس من حليب البقر.
وأكدت الوزارة أن هذه التوصيات قد تُفسر بشكل خاطئ وتؤدي إلى تراجع معدلات الرضاعة الطبيعية، الأمر الذي يحمل تبعات صحية خطيرة للأمهات والرضع. وشددت على أن الأدلة العلمية الحالية لا تدعم بشكل قاطع فرضية أن التعرض المتكرر لحليب صناعي بعد الولادة يقلل من احتمالات التحسس، بل قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
في بيان مشترك صادر عن مديرات أقسام الأم والطفل والتغذية في الوزارة، د. دينا تسيملمان ود. موران بليخفلد-مغنازي، جرى التأكيد على أن الرضاعة الطبيعية الحصرية حتى سن 6 أشهر هي الخيار الأفضل صحيًا، وتقلل من خطر العدوى، والوفاة المفاجئة عند الرضّع، وأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب لدى الأمهات.
كما حذّرت الوزارة من أن إعطاء الحليب الصناعي في الأيام الأولى من حياة الطفل قد يؤثر سلبًا على قدرة الأم على إنتاج الحليب ويُحدث تغييرات في توازن البكتيريا المعوية لدى الرضيع، ما يضعف مناعته الطبيعية.
الحليب الصناعي
ردًا على الانتقادات، أوضحت الجمعية الإسرائيلية لأطباء الحساسية أنها تؤيد الرضاعة الطبيعية، لكنها ترى أن التعرض المتكرر والمحدود لحليب صناعي يمكن أن يساهم في تقليل مخاطر التحسس لدى الأطفال الذين تعرضوا له مبكرًا. ودعت الجمعية إلى إتاحة الحليب المخصص للأطفال المعرضين للحساسية أو حليب من بنك حليب الأمهات كبديل في المستشفيات.
مع ذلك، شدد أطباء الأسرة وخبراء الرضاعة الطبيعية على ضرورة توخي الحذر، مؤكدين أن التوصيات المتعلقة بالحساسية ما زالت غير محسومة علميًا، وأن المساس بالرضاعة الطبيعية بسبب توصيات غير مؤكدة قد يتسبب بأضرار أكبر من الفوائد المرجوّة.
في ختام البيان، أوصت وزارة الصحة بتفادي تعريض الرضّع للحليب الصناعي في الأيام الأولى بعد الولادة، خصوصًا في العائلات ذات التاريخ التحسسي، وأكدت أن كل حالة تستدعي تقييمًا فرديًا بالتشاور مع الطبيب المختص، مع إعطاء الأولوية المطلقة لدعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية.
[email protected]
أضف تعليق