تشير تقارير وزارة الصحة إلى أن نسبة التدخين بين الرجال العرب في إسرائيل تبلغ حوالي 39%، مقارنة بـ 25% بين الرجال اليهود، ما يجعلها أعلى بحوالي 1.5 مرة. ورغم الجهود المستمرة للحد من هذه الظاهرة، إلا أن التدخين لا يزال شائعًا في المجتمع العربي، خاصة في ظل عدم انخفاض نسبة المدخنين في البلاد بشكل عام، والتي بقيت عند حوالي 20.5% من السكان لسنوات.

التحدي خلال شهر رمضان

يمثل شهر رمضان فرصة للإقلاع عن التدخين، لكنه قد يكون أيضًا محفزًا للعودة إليه بسبب التجمّعات الاجتماعية. فبينما يمتنع المدخنون عن التدخين خلال ساعات الصيام، قد تزداد نسبة التدخين خلال ساعات الليل، ما يجعل هذا الشهر اختبارًا حقيقيًا للإرادة الشخصية ومدى فعالية أساليب الحد من التدخين.

فشل النهج التقليدي في تقليل التدخين

تحاول وزارة الصحة، إلى جانب المؤسسات الصحية والجمعيات، محاربة التدخين من خلال القوانين والتوجيهات والحملات الإعلامية، لكن هذه الجهود لم تحقق نتائج ملموسة. يعود ذلك إلى اتباع نهج صارم يقوم على مبدأ "الكل أو لا شيء"، حيث يُطلب من المدخنين الإقلاع التام دون تقديم بدائل واقعية تساعدهم على تقليل الضرر.

تجارب دولية ناجحة في تقليل التدخين

على عكس إسرائيل، تبنّت دول مثل بريطانيا، السويد، اليابان ونيوزيلندا سياسات أكثر مرونة، حيث وفرت بدائل ذات ضرر أقل للمدخنين البالغين الذين لم يتمكنوا من التوقف عن التدخين، إلى جانب فرض قيود صارمة على دخول الشباب إلى دائرة التدخين. هذه السياسات ساعدت في تقليل نسبة المدخنين بشكل ملحوظ في هذه الدول.

الحاجة إلى تغيير السياسات في إسرائيل

حاليًا، يتم التعامل مع جميع منتجات التدخين بنفس القيود، بما في ذلك الضرائب المرتفعة، دون التفريق بين السجائر التقليدية والبدائل الأقل ضررًا مثل التبخير أو تسخين التبغ. هذا النهج قد يكون سببًا رئيسيًا في بقاء نسبة المدخنين في إسرائيل مستقرة لعقد كامل.

إذا كانت إسرائيل جادة في تقليل نسبة التدخين، فلا بد من إعادة النظر في السياسات الحالية، والاستفادة من التجارب العالمية التي أثبتت نجاحها في تقديم حلول عملية للمدخنين، مع الحفاظ على حماية القاصرين والشباب من دخول دائرة التدخين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]