في مقابلة حصرية مع موقع "بكرا"، تناول د. عامر الهزيل تحليل ظاهرة "الترامبزم" باعتبارها رد فعل لأزمة نظام الديمقراطية الليبرالية بعد انتصارها في الحرب الباردة، مشيرًا إلى أن الأحداث الكبرى مثل تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ساهمت بشكل كبير في زعزعة هذا النظام. واعتبر أن هذا التراجع في دور الدولة في تلبية احتياجات المواطنين الأساسية، مثل الأمن والرفاه الاجتماعي، يتزامن مع تنامي ظاهرتين عالميتين وهما "الإسلامفوبيا" وتكثيف الهجرة العالمية، وهو ما شكل تحديًا حقيقيًا لمبدأ المساواة في الحقوق.

الترامبزم كدبلوماسية اقتصادية

قال د. الهزيل: "الترامبزم هو في جوهره تفاعل داخلي مع أزمة الديمقراطية الليبرالية من منظور دبلوماسية الاقتصاد، حيث تتبنى عقلية دونالد ترامب التي قامت على أسس من القوة وفنون استخدامها". وأضاف أن هذا النهج يعتمد على مجموعة من القواعد الأساسية التي تميز دبلوماسية ترامب:

دبلوماسية الإرباك غير المتوقعة: "التقليد الدبلوماسي الموروث ليس له مكان في سياسة ترامب، ويعتمد على المبادرات المفاجئة التي تدعمها القوة".

دبلوماسية المردود الاقتصادي المباشر: "العلاقات الدولية تصبح أعمالًا اقتصادية بحتة، حيث كل شيء قابل للتفاوض وفقًا للعوائد الاقتصادية، دون الاهتمام بالعوامل الثقافية أو التاريخية".

دبلوماسية القوة: "في نظر ترامب، لا يوجد شيء أهم من استخدام القوة لتحقيق الأهداف. ورغم أن الصدامات والحروب ليست الخيار الأول، فإن التهديد بالقوة يعتبر أداة رئيسية لتحقيق رغبات أميركا".

تهديد الترانسفير: خطوة متوقعة ضمن "الترامبزم"

في سياق حديثه عن تصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة، أكد د. الهزيل أن هذه المبادرة ليست زلة لسان بل جزء من النهج الذي يتبناه ترامب في السياسة. وأضاف: "التصريحات المتعلقة بالتهجير جاءت بمبادرة غير متوقعة، مربكة، ومخيفة، وتم ترويجها بلغة الاقتصاد ورجال الأعمال، متجاهلة حقوق أهل غزة". وأوضح أن هدف هذه التصريحات كان في الأساس خلق ضغوطات اقتصادية وسياسية لفرض رغبات الولايات المتحدة وإسرائيل، مشيرًا إلى أن ما تروج له الإدارة الأمريكية هو مشروع سياسي يحمل في طياته تهديدًا بالقوة في حال لم تتحقق أهدافها.

الترامبزم والحرب: خيار أخير لتحقيق الأهداف

في ختام حديثه، شدد د. الهزيل على أن التهديد بالحرب هو جزء من استراتيجية "الترامبزم" لتحقيق الأهداف الاستراتيجية. وقال: "إذا فشلت الضغوط السياسية والاقتصادية، فإن العودة إلى استخدام القوة العسكرية سيكون الخيار المتبقي لتحقيق أهداف أميركا وإسرائيل في المنطقة".
وأكد أن هذا النهج الذي يتبعه ترامب يعتمد على موازنة بين التهديد بالقوة والضغط السياسي لتحقيق أهدافه في المنطقة، سواء من خلال التهجير القسري أو عبر التهديدات التي قد تدفع الأطراف المعنية إلى الاستجابة لمطالب واشنطن

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]