في بعض الأحيان، يكفي عنوان واحد لإثارة الخوف بين الجمهور بأسره. هذا ما حدث الأسبوع الماضي، عندما انتشرت تقارير في البلاد والعالم عن "تسونامي سرطان الثدي". وتستند هذه التقارير إلى تقرير من وكالة السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية (IARC)، الذي يشير إلى أنه بحلول عام 2050، من المتوقع أن تشهد جميع أنحاء العالم زيادة حادة في حالات التشخيص والوفيات بسرطان الثدي. هل هناك سبب للخوف؟

توضح البروفيسورة رينات يروشالمي-مشعلي، مديرة وحدة الأورام الثديية في مركز ديفيدوف في مستشفى بيلينسون ورئيسة اللجنة العلمية الاستشارية لجمعية "إحدى من تسعة"، أن هذا التقرير يعتمد على بيانات تظهر زيادة بنسبة 5-1 بالمئة في انتشار سرطان الثدي في 29 من أصل 50 دولة تم فحصها في الدراسة المنشورة في Nature Medicine.

تضيف البروفيسورة أن من المهم التفريق بين العدد المطلق للتشخيصات، الذي من المتوقع أن يزداد مع مرور الوقت بسبب النمو السكاني العالمي، ومعدل حدوث سرطان الثدي في المجتمع. يتم تقديم تقارير حدوث سرطان الثدي للجمهور بناءً على عدد الحالات الجديدة لكل 100,000 امرأة في السنة.

التقرير الذي أصدره المركز الوطني لمراقبة الأمراض والتسجيل الوطني للسرطان في إسرائيل لعام 2024 أظهر انخفاضاً ملحوظاً في معدلات الإصابة بسرطان الثدي الغازي بين النساء اليهوديات، واستقراراً بين النساء العربيات بعد سنوات من الزيادة. حتى الزيادة في معدلات الإصابة بسرطان الثدي غير الغازي (المحدود إلى القنوات اللبنية)، الذي يمثل 14% فقط من جميع حالات سرطان الثدي الجديدة، قد تراجعت مؤخراً.

بالنسبة لإسرائيل، فهي تتصدر دول أوروبا من حيث عدد الحالات الجديدة. فهل هذا يعني أننا مصابات أكثر أم أن لدينا نظام اكتشاف مبكر أفضل؟ تفسر البروفيسورة يروشالمي-مشعلي أن إسرائيل تتمتع بنظام مراقبة موثوق ومعترف به دولياً، ولهذا تعد واحدة من 185 دولة تشارك في المسوح والتقارير العالمية. الدول التي تتمتع بأعلى معدلات لسرطان الثدي تشمل أستراليا، نيوزيلندا، وبعض الدول في أمريكا الشمالية وأوروبا الشمالية.

يتحدث التقرير أيضًا عن زيادة في حالات الوفاة من سرطان الثدي، ولكنه يشير إلى أنه في 29 من أصل 46 دولة تم فحصها، انخفضت معدلات الوفيات. وفقاً للتقرير الأخير لوزارة الصحة، تحتل إسرائيل المرتبة 73 من حيث الوفيات بسبب سرطان الثدي، مما يعني أن معدلات الوفيات في إسرائيل منخفضة، بالرغم من الانتشار النسبي للمرض.

يشير البحث إلى أنه يمكن الوقاية من حوالي ربع حالات سرطان الثدي من خلال تغييرات في نمط الحياة مثل تقليل استهلاك الكحول، الحفاظ على وزن صحي، وممارسة النشاط البدني. كيف نقارن مع بقية العالم في هذه العوامل؟ هل الكحول، السمنة، وقلة النشاط البدني هي مشاكل وطنية هنا أيضًا؟

تضيف البروفيسورة يروشالمي-مشعلي أنه رغم وجود عوامل لا يمكن التحكم فيها مثل الجينات والعوامل الهرمونية (مثل سن الحيض الأول والأخير وكثافة الثدي)، إلا أن هناك العديد من العوامل التي يمكن التحكم فيها مثل الوزن، استهلاك الكحول، النشاط البدني، واستهلاك الهرمونات وحتى التدخين.

ويشير التقرير إلى أن الدول يمكنها تقليل اتجاه الزيادة هذا من خلال الاستثمار في الاكتشاف المبكر والعلاج. في إسرائيل، هناك برنامج وطني لاكتشاف السرطان المبكر الذي يحقق معدلات تنفيذ عالية. تؤمن المديرة التنفيذية لجمعية "إحدى من تسعة"، تالي روزين، أنه حان الوقت لتحديثه من برنامج يعتمد على العمر إلى برنامج يعتمد على تقييم المخاطر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]