أصوم وأنا فَرِحٌ ومسرور ، أصوم عن الطّعام وبالكادِ تعرف زوجتي ، فلا يهمّني أن يعرف البَّشَر ، بل همّني أن يعرف ربّ السّماوات .
أصومُ " ولا أُحمّل الله جميلةً " كما كانت تقول المرحومة أُمّي ، فتراني دومًا فرحًا مسرورًا باسمًا لا عابسًا وكأنّني احمل هموم الدّنيا برُمتها على كتفيَّ .
أصوم ولا ألوم أحدًا ، ولا أسأل أحدًا إن كان صائمًا أم لا ، فهذا ليس من مسؤوليتي ، بل أدهنُ وجهي بالزّيت كيما لا أظهر للناس أنّني صائم .
أصومُ كي أشعر مع الفقراء والمُعوزين ... والشّعور هنا لا يكفي، إن لم يقترن بالعطاء الخارج من القلب " فالمُعطي المسرور يُحبُّه الله" .
والأهمّ أصون ...
أصون لساني عن الكلمات النابية وأتحفّظ من الإساءة لكلّ البَّشَر ، في كلّ أيام السّنة فما بالك في فترة الصّيام .
فلا شهوات ولا اساءات ولا سرقات ولا عداءات ولا اختلاسات ولا رشاوى بل توبة حقيقيّة صادرة من قلب مُفعمٍ بالمحبّة لكل الناس ، زاخر بالتسامح ومُعطّر بالإيمان ، وإلّا فصومك أخي أيًّا كُنتَ لا فائدة ترجى منه .
فتعالوا اخوتي نتصرّف بإنسانيّة فيرى النّاس أعمالنا الحسنة ويمجّدوا أبانا الذي في السّماء .
تعالوا نعيش المحبّة والتآخي والتسامح ، فنتصالح مع الغير -قريبين كانوا أم بعيدين - حتى ولو كانوا هم السّبب والمُسبّب ، فنُفرِّح قلبَ الله وتبتهج قلوبنا .
صومًا مباركًا ادعوه لكم جميعًا .
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]