أظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة Nature Medicine تقدمًا كبيرًا في تشخيص مرض الزهايمر مبكرًا. فقد اكتشف الباحثون طريقة للتعرف على المراحل الأولى لتراكم بروتين تاو في الدماغ، وهي عملية تحدث قبل عقد من الزمن من إمكانية رؤيتها في فحوصات التصوير.
يلعب هذا البروتين، إلى جانب بروتين الأميلويد-بيتا، دورًا رئيسيًا في تطور المرض، لكن لم يكن من الممكن من قبل تحديد التغيرات الأولية له في الوقت الفعلي.
تستند الفحص الجديد إلى أخذ عينة من سائل الحبل الشوكي، مما يسمح بتحديد جزيئات تاو التي تبدأ في التراكم وتشكيل الألياف الضارة التي تضر بالخلايا العصبية. في المستقبل، يأمل الباحثون في تطوير اختبار دم سيمكن من التشخيص بشكل أبسط وأكثر وصولًا. ومع ذلك، لم يتم اعتماد هذا الفحص بعد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، لذا فهو غير متاح للاستخدام السريري.
ووفقًا للبروفيسور دافيد تانا، مدير معهد السكتة الدماغية والإدراك في مستشفى رامبام ورئيس الجمعية الإسرائيلية لعلم الأعصاب الإدراكي، "شهدنا في السنوات الأخيرة اختراقات علمية هامة في مجال مرض الزهايمر، بما في ذلك تطوير مؤشرات حيوية مبتكرة للتشخيص المبكر والدقيق، بالإضافة إلى تطوير علاجات دوائية متقدمة قادرة على إبطاء التقدم السريري للمرض".
التشخيص الحالي لمرض الزهايمر يعتمد على مجموعة من التقييمات السريرية الشاملة، بما في ذلك التاريخ الطبي والاختبارات العصبية النفسية، بالإضافة إلى فحوصات تصويرية متقدمة مثل الرنين المغناطيسي (MRI) والأشعة المقطعية (CT) والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) لتحديد تدهور الدماغ وتراكم بروتين الأميلويد-بيتا.
من جانبه، يوضح تانا: "تكمن أهمية هذا البحث في أنه يمكننا من تحديد التغيرات البيولوجية في مراحل مبكرة، مما قد يسمح بتطوير علاجات مبتكرة قد تساعد في المستقبل على إبطاء تقدم المرض أو حتى منعه".
مع ذلك، يشير الباحثون إلى أن هذه الدراسات تمت على عينات دماغية بعد الوفاة، وبالتالي فإن تطبيقها على البشر الأحياء لا يزال في مرحلة مبكرة.
[email protected]
أضف تعليق