بعد أكثر من عامين من إعلان وزارة الصحة عن خطتها لإنشاء وحدة غسيل كلى للأطفال في جنوب البلاد، من المقرر أن يتم استقبال أول مريض في الوحدة الأسبوع المقبل.

يعود القرار الأصلي إلى أغسطس 2022، عندما سلط تقرير نشره موقع ynet وصحيفة يديعوت أحرونوت الضوء على معاناة الأطفال المحتاجين لغسيل الكلى والذين يعيشون في جنوب البلاد ومنطقة الشفيلة، حيث كان الأهالي يضطرون للسفر لساعات طويلة في كل اتجاه من أجل حصول أطفالهم على العلاج.

وفي سبتمبر 2022، أعلنت وزارة الصحة عن نيتها افتتاح الوحدة خلال عام 2023، لكن التنفيذ تأخر. نتيجة لذلك، قدمت جمعية "أطباء لحقوق الإنسان" ومجلس النقب التماسًا إلى المحكمة العليا في أغسطس 2023، مما دفع وزارة الصحة وصندوق المرضى "كلاليت" إلى الإعلان عن افتتاح الوحدة بحلول نهاية عام 2024، وهو ما لم يتحقق. وبعد عدة طلبات تأجيل بسبب الأوضاع الأمنية، أعلنت "كلاليت"، المشرفة على مستشفى سوروكا، للمحكمة العليا الأسبوع الماضي أن أول مريض سينتقل من مستشفى شعاري تسيدك إلى سوروكا في 23 فبراير لتلقي العلاج الكامل.

المريض الأول الذي سيتم استقباله هو ابن يوسف، البالغ من العمر 17 عامًا، والذي كان يسافر مع والده ثلاث مرات أسبوعيًا من بئر السبع إلى القدس لتلقي العلاج. يقول يوسف: "نحن نسافر هذه المسافة منذ عام، لكن هناك عائلات أخرى تقوم بذلك منذ ثلاث سنوات. حتى في أفضل الظروف، تستغرق الرحلة ساعة ونصف في كل اتجاه، لكن مع الازدحام المروري يمكن أن تصل إلى ثلاث ساعات". ويضيف أن التكاليف باهظة، إذ ينفقون أكثر من 2000 شيكل شهريًا على الوقود، مع تعويض حكومي غير كافٍ. كما أنه اضطر إلى ترك عمله للبقاء بجانب ابنه.

يوسف يعبر عن سعادته بفتح الوحدة الجديدة: "الوحدة في شعاري تسيدك رائعة، لكني متحمس جدًا لافتتاح المركز في سوروكا، فهو على بعد دقائق من منزلنا. ابني أيضًا متحمس، فقد كان يعاني من السفر بعد كل جلسة غسيل كلى. كنا دائمًا نخشى أن تتعطل سيارتنا في الطريق، خاصة أننا بعيدون عن المنزل".

جمعية "أطباء لحقوق الإنسان" رحبت بهذه الخطوة، مشيرة إلى أن الوحدة ستخفف من معاناة الأطفال وعائلاتهم الذين اضطروا لرحلات طويلة من أجل العلاج. كما تعهدت الجمعية بمواصلة مراقبة الوضع لضمان تشغيل الوحدة بالكامل.

من جانبها، أكدت "كلاليت" أن افتتاح الوحدة يمثل إنجازًا هامًا ينبع من التزامها العميق تجاه سكان الجنوب، حيث ستوفر خدمة حيوية للأطفال الذين يحتاجون إلى علاج أمراض الكلى وغسيل الكلى.

أما وزارة الصحة، فقد عبرت عن سعادتها بإطلاق العيادة الجديدة، مشيرة إلى أن حوالي 40 طفلًا في إسرائيل يحتاجون سنويًا إلى علاج غسيل الكلى، وكثير منهم يعيشون في الجنوب. وأضافت الوزارة أن هذا القرار جاء بعد دراسة شاملة بهدف تقليل الفجوات الصحية وتوفير خدمات طبية متطورة لسكان المناطق النائية، مع ضمان أعلى مستويات الجودة والسلامة في العلاج.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]