في خطوة تعكس تزايد هجرة الأطباء من إسرائيل، غادرت الدكتورة مريان خطيب، إحدى أبرز جراحي سرطان الثدي في إسرائيل، منصبها في مستشفى إيخيلوف لتتولى إدارة وحدة جراحة الثدي في المستشفى الأميركي بدبي. وأوضحت في مقابلة مع ynet أن قرارها لم يكن وليد لحظة معينة، بل جاء نتيجة للقلق المتزايد بشأن مستقبل أطفالها وتفاقم الأوضاع السياسية في البلاد.

قرار صعب لكنه ضروري

تبلغ حطيب (44 عامًا)، متزوجة وأم لطفلين، وهي أول جراحة عربية متخصصة في سرطان الثدي في إسرائيل. نشأت في قرية قرب عكا، وبرزت كطفلة موهوبة قبل أن تواصل دراستها في الطب بالجامعة العبرية في القدس، وتكمل تدريبها في المملكة المتحدة. قبل أربع سنوات، تم تعيينها مديرة لمركز صحة الثدي في إيخيلوف، حيث كانت من بين القلائل المتخصصين في جراحة الثدي التجميلية وإعادة الترميم بعد استئصال الورم.

عن سبب مغادرتها، قالت: "أحببت عملي في إيخيلوف وكنت راضية عنه، لكن الوضع في البلاد أصبح مقلقًا. فكرت كثيرًا في مستقبل أطفالي وقررت أن أتخذ خطوة لضمان حياتهم". وأضافت: "لم يكن هناك حدث واحد دفعني للرحيل، بل كان المناخ السياسي المتطرف، الحرب، والتغييرات في البلاد كلها عوامل دفعتني لاتخاذ القرار".

تزايد هجرة الأطباء من إسرائيل

قرار حطيب ليس معزولًا، فقد سبقها إلى الخارج العديد من الأطباء الإسرائيليين، حيث غادرت رئيسة وحدة علاج سرطان الثدي بالإشعاع في إيخيلوف إلى أستراليا، فيما انتقل جراح آخر إلى إسبانيا. وأكدت أن "هناك فراغًا كبيرًا في هذا المجال، خصوصًا أن عملي كان يجمع بين الجراحة التجميلية والأورام، وهو ما لا يوجد له بديل حاليًا في إسرائيل".

ما التالي؟

رغم استقرارها في دبي، لا تزال خطيب مترددة بشأن المدة التي ستقضيها هناك، قائلة: "الحياة هنا مريحة أكثر من إسرائيل، لكني لا أعلم إلى متى سأبقى. أترك الأمور للزمن".

وتعكس مغادرتها قلقًا متزايدًا بين الأطباء الإسرائيليين حول مستقبل القطاع الطبي، وسط تقارير عن ارتفاع كبير في عدد الأطباء الذين يغادرون البلاد بحثًا عن فرص أفضل في الخارج.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]