البحث عن علاج لفرط نشاط المثانة هو موضوع يهم العديد من الأشخاص في إسرائيل، حيث يُقدّر أن حوالي 17٪ من السكان يعانون من هذه المشكلة، دون تمييز بين الرجال والنساء. مع التقدم في العمر، تزداد نسبة الإصابة بشكل ملحوظ؛ حيث يعاني حوالي 35٪ من الأشخاص الذين تجاوزوا السبعين من الأعراض المرتبطة بفرط نشاط المثانة، مثل الحاجة الملحة والمتكررة للتبول، وأحيانًا التبول اللاإرادي.
يتم تشخيص فرط نشاط المثانة عادة عن طريق استبعاد الأسباب الأخرى للأعراض. تبدأ خطوات العلاج بتعديل نمط الحياة، مثل تقليل تناول الكافيين والمشروبات الغازية والكحول والتدخين. إذا لم تكن هذه التغييرات فعّالة، يتم الانتقال إلى العلاج الدوائي، حيث يتم وضع خطة علاجية مخصصة وفقًا للمشكلة المحددة بواسطة الطبيب المعالج.
"للأسف، العديد من المرضى لا يستمرون في العلاج الدوائي لفترات طويلة بسبب الآثار الجانبية المزعجة أو بسبب عدم فعاليته الكافية"، يقول البروفيسور كوبي ستيڤ، مدير الوحدة العصبية البولية في المركز الطبي شيمير (أساف هاروفيه). "في الحالات التي لا يكون فيها العلاج الدوائي فعّالًا، وخاصة لدى المرضى كبار السن، يمكن التفكير في علاج أكثر تقدمًا، مثل زرع جهاز تنظيم نبضات الأعصاب (جهاز تنظيم الأعصاب الشوكية)، الذي يساعد في التحكم في وظيفة المثانة."
ويشير البروفيسور ستيڤ إلى أن هناك حلاً متقدمًا مدرجًا في قائمة الخدمات الصحية – جهاز تنظيم الأعصاب الشوكية. يتم تطبيق هذا العلاج في إسرائيل لحالات متنوعة، بما في ذلك توقف التبول غير الناجم عن انسداد، تسرب البراز، وخاصة فرط نشاط المثانة – وهو المشكلة الأكثر شيوعًا من بين هذه الحالات. "يعمل الجهاز على تنظيم نشاط الأعصاب التي تربط بين العمود الفقري والمثانة البولية في منطقة مركز التبول السفلي، مما يعيد التوازن للنشاط العصبي"، يشرح البروفيسور ستيڤ.
"تقليل الحاجة إلى الإجراءات الجراحية المتكررة"
وفقًا للبروفيسور كوبي ستيڤ، كان جهاز تنظيم الأعصاب الشوكية الشائع في إسرائيل حتى اليوم مصممًا للعمل لمدة أربع إلى خمس سنوات، وبعد ذلك كان يتطلب إجراءً جراحيًا بسيطًا لاستبداله. لكن الآن، حدثت قفزة كبيرة مع دخول جهاز تنظيم الأعصاب الشوكية المتقدم INTERSTIM X من شركة ميدترونيك.
"الميزة الرئيسية للجهاز الجديد تكمن في عمره الطويل، الذي يمكن أن يعمل من 12 إلى 15 عامًا، وبالتالي تقليل الحاجة إلى إجراءات جراحية متكررة"، يشرح البروفيسور ستيڤ. "الجهاز صغير جدًا بحجم نصف علبة كبريت. يتم إدخال قطب كهربائي من خلال عظم الحوض إلى مركز التبول، حيث توجد الأعصاب التي تربط بين العمود الفقري والمثانة. الطرف الآخر للقطب الكهربائي يتصل بالجهاز نفسه".
من خلال نبضات كهربائية دقيقة، يساعد الجهاز على إعادة توازن نشاط الأعصاب في منطقة الحوض. يعمل هذا على تقليل تكرار وضرورة التبول ومنع التسرب اللاإرادي للبول. كما أن النظام الجديد من INTERSTIM X يسمح بتعديل تحفيز الأعصاب بشكل أكثر دقة، مما يتيح علاجًا مخصصًا لكل مريض.
على الرغم من أن هذه التكنولوجيا المبتكرة موجودة منذ عدة سنوات، إلا أن هناك جهودًا كبيرة استلزمت إدراجها في قائمة الخدمات الصحية في إسرائيل. "تم إدخال زرع الجهاز في قائمة الخدمات الصحية في إسرائيل رسميًا قبل سنتين إلى ثلاث سنوات"، يقول البروفيسور ستيڤ، "لكن مؤخرًا - لأول مرة بتمويل عام - تم زرع الجهاز المذكور في مستشفى حكومي في إسرائيل، وهو المركز الطبي شيمير، ضمن قائمة الخدمات الصحية".
هذه العملية تمثل قفزة نوعية في علاج المرضى الذين يعانون من فرط نشاط المثانة وتضع إسرائيل في المقدمة في مجال العلاجات المبتكرة لمشاكل المثانة. إدخال التكنولوجيا الجديدة سيوفر استجابة أفضل للمرضى ويقلل من الاعتماد على العلاجات الجراحية أو الدوائية.
[email protected]
أضف تعليق