دولة إسرائيل قامت مؤخرًا بخطوة كبيرة ومهمة في معركتها ضد مرض السمنة، الذي ينتشر بين ربع السكان البالغين وخمس الأطفال والمراهقين في البلاد. هذه الخطوة تحققت بفضل التخفيض الكبير في أسعار حقن التخسيس "ويغوفي" و"مونجارو"، التي أصبحت مشمولة في التأمينات الصحية التكميلية لجميع صناديق المرضى في إسرائيل.

جدير بالذكر أنه حتى بعد التخفيض المعتبر بنسبة 50%، لا تزال تكلفة هذه الحقن مرتفعة جدًا (بين 620 و890 شيكل شهريًا للجرعة العالية لكل واحدة منها). ومع ذلك، يُعد هذا تطورًا مهمًا يفتح الباب أمام إمكانية العلاج لشرائح اجتماعية-اقتصادية أوسع في إسرائيل.

لقد كُتب الكثير عن النتائج المذهلة التي تحققها هذه الأدوية، ليس فقط من حيث نسبة فقدان الوزن، ولكن أيضًا من حيث تحسين العديد من المؤشرات الصحية الأخرى، بما في ذلك ضغط الدم، ومستويات السكر، والكوليسترول، والأهم من ذلك تقليل مخاطر الإصابة والوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية.

مع ذلك، يجب التأكيد على أن هذه الأدوية ليست مثالية تمامًا. غالبًا ما تسبب آثارًا جانبية، معظمها مزعج ولكنه مؤقت، بينما قد يكون البعض الآخر خطيرًا. لذلك، من الضروري الإلمام بها مسبقًا. بالإضافة إلى ذلك، توجد تحذيرات عديدة بشأن استخدام هذه الأدوية، يجب فهمها جيدًا قبل بدء العلاج.

أهم الآثار الجانبية والتحذيرات:
الغثيان، التقيؤ، الإسهال، والإمساك:
أكثر الآثار الجانبية شيوعًا تتعلق بالجهاز الهضمي، وتشمل الغثيان، التقيؤ، الإسهال، والإمساك، وأحيانًا حرقة المعدة وآلام البطن. لتجنب هذه الأعراض قدر الإمكان، يُوصى بزيادة الجرعة تدريجيًا ("تصعيد الجرعة") شهريًا، مع وجود خمس إلى ست جرعات مختلفة من الدواء. الهدف هو الوصول إلى الجرعة العلاجية القصوى خلال أربعة إلى خمسة أشهر (2.4 ملغ مرة أسبوعيًا لدواء "ويغوفي"، و15 ملغ مرة أسبوعيًا لدواء "مونجارو").
إذا ظهرت آثار جانبية قوية تؤثر على النشاط اليومي أو تدفع للتوقف عن العلاج، يُوصى بالبقاء على نفس الجرعة لمدة شهر إضافي حتى تتلاشى الأعراض، وربما تختفي. من المهم أن نفهم أن العلاج بالسمنة كمرض مزمن يتطلب صبرًا، ولا ضرر في إطالة مرحلة تصعيد الجرعة إلى ستة أشهر أو حتى سنة كاملة.
آثار جانبية إضافية:
تشمل آثارًا جانبية أخرى غير متعلقة بالجهاز الهضمي، مثل الصداع، التعب، الدوخة، ردود فعل موضعية في موقع الحقن (عادةً في جلد البطن)، وحتى تساقط الشعر بشكل مفرط.

الجفاف
في حالات نادرة، قد تكون أعراض الإسهال والقيء الناجمة عن استخدام الأدوية شديدة للغاية، مما يؤدي إلى خطر الجفاف وحتى الفشل الكلوي الحاد. هذه الحالات الدراماتيكية شائعة بين المرضى الذين يختارون بدء العلاج بجرعات متوسطة أو عالية دون الالتزام بالتوصيات، مما يؤدي بهم إلى الحاجة لعلاج طارئ في مراكز الرعاية أو غرف الطوارئ.
للأسف، حتى بعد أن يدرك المرضى خطأهم وتزول الآثار الجانبية، يشعر الكثير منهم بالخوف من تجربة العلاج مرة أخرى، ويقررون أن العلاج "ليس مناسبًا لهم". لتجنب هذه المواقف، يُوصى دائمًا ببدء العلاج بأقل جرعة ممكنة مع الالتزام بمبدأ "ابدأ ببطء وارتفع تدريجيًا".

فقدان الكتلة العضلية (ساركوبينيا)
فقدان حوالي 20% من الوزن بعد عام من استخدام الأدوية الجديدة لعلاج السمنة ليس دائمًا أمرًا إيجابيًا. ففي بعض الحالات، يكون جزء كبير من هذا الفقدان في الوزن نتيجة لفقدان الكتلة العضلية بدلاً من الدهون، وقد يؤدي ذلك في الحالات القصوى إلى تطور الساركوبينيا، وهو تدهور متقدم في العضلات يتسبب في ضعف ملحوظ في القوة الجسدية، مما يؤثر سلبًا على النشاط اليومي ويزيد من خطر السقوط والكسور.
يجب على المريض والطبيب أن يكونا واعيين لهذا التعقيد المحتمل. في مراكز علاج السمنة في المستشفيات الكبرى، يتم مراقبة هذا الجانب بعناية باستخدام تقنيات متقدمة مثل DXA أو INBODY.
للحفاظ على الكتلة العضلية وضمان أن يكون فقدان الوزن بشكل أساسي من الدهون، يجب على المرضى الذين يبدأون العلاج بأدوية التخسيس ممارسة الرياضة بانتظام. بالإضافة إلى التمارين الهوائية، من الضروري ممارسة تمارين المقاومة لتقوية العضلات ثلاث مرات أسبوعيًا على الأقل، لمدة نصف ساعة في كل مرة.
لا يلزم الانضمام إلى صالة رياضية أو استئجار مدرب خاص لتحقيق ذلك؛ يمكن أن تكون التمارين المنزلية باستخدام الأوزان، أو الأربطة المطاطية، أو حتى باستخدام وزن الجسم كافية عند ممارستها بانتظام.

نقص الوزن وسوء التغذية
تعتمد الأدوية الجديدة لفقدان الوزن على آلية واحدة وهي تقليل السعرات الحرارية المُستهلكة. بينما وُضعت توصيات غذائية متوازنة تتضمن عجزًا يوميًا قدره 400 سعرة حرارية مقارنة بالوضع السابق، أفاد العديد من المرضى بانخفاض كبير في الشهية أدى إلى عجز حراري أكبر بكثير، مما قد يُعرض صحتهم للخطر. في حالات نادرة، خاصة بين كبار السن الأكثر عرضة لهذا التأثير، قد تؤدي الأدوية إلى فقدان وزن مفرط لدرجة نقص الوزن.
علاوة على ذلك، يستمتع بعض المرضى بتأثير فقدان الشهية، لكنهم يعتمدون على أغذية تفتقر إلى القيمة الغذائية دون الالتزام بنظام غذائي متوازن يشمل البروتينات، الكربوهيدرات، الدهون، الألياف الغذائية، والفيتامينات. هذا السلوك الغذائي قد يؤدي إلى مشاكل صحية شائعة مثل نقص الحديد، نقص فيتامين B12، نقص حمض الفوليك، وكل منها قد يُسبب فقر الدم الناتج عن انخفاض إنتاج خلايا الدم الحمراء. كما أن نقص البروتين قد يؤدي إلى تدهور الكتلة العضلية، كما أُشير سابقًا.

كيفية الوقاية
لمواجهة مخاطر سوء التغذية ونقص الوزن، من الضروري أن يكون كل مريض يتلقى هذه الأدوية تحت إشراف أخصائي تغذية ذو خبرة. مهمة أخصائي التغذية هي ضمان تناول المريض وجبات غذائية متوازنة، منع حدوث نقص في العناصر الغذائية الأساسية، والحفاظ على وزن صحي ومناسب.

تشمل الإرشادات:
التركيز على تناول البروتين لحماية الكتلة العضلية.
الحرص على استهلاك مصادر متنوعة من الفيتامينات والمعادن.
المتابعة المنتظمة لتقييم الحالة الغذائية وتحديد أي نقص محتمل مبكرًا.
من خلال المتابعة الغذائية الدقيقة، يمكن الاستفادة من فوائد الأدوية الجديدة لفقدان الوزن مع تقليل المخاطر الصحية.

اضطرابات المزاج
العلاقة بين العلاج الدوائي لتثبيط الشهية وفقدان الوزن وبين ظهور الاكتئاب و/أو الأفكار الانتحارية معروفة منذ سنوات في مجال علاج السمنة. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الآثار الجانبية ناتجة مباشرة عن الأدوية، أو أنها مجرد حالات نفسية شائعة بين الأفراد الذين يعانون من السمنة أو الوزن الزائد بغض النظر عن العلاج.
تجدر الإشارة إلى أن الدراسات السريرية التي أُجريت على الأدوية مثل ويغوفي ومونجارو لم تُظهر زيادة في خطر اضطرابات المزاج في مجموعة العلاج مقارنة بمجموعة التحكم.

تاريخ نفسي سابق
وجود نوبة اكتئاب سابقة أو استخدام طويل الأمد لأدوية مضادة للاكتئاب والقلق، مثل سيرترالين أو إسكيتالوبرام، لا يُعتبر مانعًا من بدء العلاج الدوائي لفقدان الوزن. ومع ذلك، يتطلب الأمر إشرافًا دقيقًا من قبل مختص نفسي، سواء كان طبيبًا نفسيًا، أو أخصائيًا نفسيًا، أو طبيب أسرة ملمًا بالحالة النفسية للمريض.

المراقبة والتوصيات
من الضروري تقييم الحالة النفسية للمريض بدقة قبل بدء العلاج.
يجب متابعة المريض بشكل منتظم أثناء العلاج، خاصة إذا كان لديه تاريخ من اضطرابات المزاج.
إذا ظهرت أعراض اكتئاب أو أفكار انتحارية، يجب اتخاذ تدابير علاجية فورية، بما في ذلك احتمال إيقاف العلاج الدوائي للسمنة.

إشراف مهني
وجود متخصص على دراية بالاضطرابات النفسية يُعتبر أمرًا محوريًا لضمان سلامة المريض. هذا الإشراف يضمن ليس فقط فعالية العلاج الدوائي، ولكن أيضًا المحافظة على الاستقرار النفسي للمريض.

حصوات المرارة
أدوية فقدان الوزن تزيد بشكل طفيف من خطر تكوُّن حصوات المرارة. يُعتقد أن هذا التعقيد ناتج عن الانخفاض السريع والكبير في الوزن الذي قد يحدث لدى بعض المرضى. توجد المرارة بالقرب من الكبد في الجزء العلوي الأيمن من البطن، وغالبًا ما تكون الحصوات غير عرضية وتُكتشف بالصدفة أثناء فحص الموجات فوق الصوتية الروتيني. ومع ذلك، يمكن أن تسبب الحصوات أحيانًا واحدًا من ثلاثة مضاعفات، مرتبة من الأقل خطورة إلى الأكثر خطورة:
المغص الصفراوي (Biliary Colic): نوبات متكررة من ألم حاد في الجزء العلوي الأيمن من البطن، تحدث غالبًا بعد وجبة غنية بالدهون وتختفي تلقائيًا خلال وقت قصير.
التهاب المرارة: ألم شديد ومستمر في الجزء العلوي الأيمن من البطن، وعادةً ما يصاحبه حمى مرتفعة.
التهاب البنكرياس: الأخطر من بين المضاعفات، ويمكن أن يُهدد الحياة. يتميز بألم شديد في الجزء العلوي من البطن يمتد إلى الظهر، وغالبًا ما يصاحبه حمى مرتفعة، غثيان، قيء، وضعف عام.

ماذا يجب فعله عند الاشتباه في مضاعفات؟
إذا ظهرت أي من الأعراض المذكورة، ينبغي مراجعة الطبيب على الفور.
في حالة تشخيص التهاب البنكرياس الحاد بعد بدء العلاج بأدوية فقدان الوزن، يجب التوقف عن العلاج بشكل دائم.
إذا كان هناك تاريخ سابق لالتهاب البنكرياس (سواء مرة واحدة أو متكررًا) قبل بدء العلاج، فلا يُعتبر ذلك مانعًا لاستخدام الدواء، ولكن يتطلب إجراء تقييم إضافي والحذر الشديد أثناء العلاج.

الوقاية والمراقبة
لتقليل خطر تكوُّن الحصوات، يُوصى بفقدان الوزن بشكل تدريجي بدلاً من الانخفاض السريع.
يمكن إجراء فحوصات دورية بالموجات فوق الصوتية لمتابعة صحة المرارة، خاصةً للمرضى الأكثر عرضة للإصابة.
يجب إبلاغ الطبيب بأي تاريخ صحي ذي صلة قبل بدء العلاج لتجنب المضاعفات المحتملة.
المتابعة الطبية المستمرة هي المفتاح لاكتشاف هذه المضاعفات مبكرًا ومعالجتها بشكل فعال.

انخفاض سكر الدم
تعمل الأدوية مثل ويغوفي ومونجارو ليس فقط على الجهاز العصبي المركزي لتقليل الشهية، ولكن أيضًا على أعضاء أخرى تشارك في تنظيم مستويات السكر في الدم، مثل البنكرياس، المعدة، الأنسجة الدهنية، العضلات، والكبد. هذه التأثيرات مفيدة في معظم الحالات، ولكن في حالات نادرة قد تؤدي إلى انخفاض خطير في مستوى السكر في الدم، أو ما يُعرف طبيًا بـ"نقص السكر في الدم" (Hypoglycemia).

خطر نقص السكر في الدم
يتركز هذا الخطر بشكل أساسي لدى مرضى السكري الذين يتناولون أدوية أخرى تخفض مستوى السكر في الدم، مثل:
الأنسولين.
أدوية من فئة السلفونيل يوريا، مثل أماريل أو نوفونورم.

كيفية الوقاية
تعديل جرعات الأدوية:
قبل بدء العلاج بأدوية فقدان الوزن، يجب على الطبيب تقليل جرعات الأنسولين أو الأدوية الأخرى التي قد تزيد من خطر انخفاض السكر في الدم.

المراقبة المنتظمة للسكر:
يُوصى باستخدام جهاز قياس السكر المنزلي (Glucose Meter) أو حساس قياس السكر المستمر (Continuous Glucose Monitor - CGM) لمتابعة مستويات السكر بانتظام، خاصة في الأسابيع الأولى من العلاج.

التوعية بالأعراض:
على المرضى التعرف على أعراض نقص السكر في الدم، التي تشمل:

التعرق الزائد.
الارتعاش.
تسارع نبضات القلب.
الدوخة.
الجوع الشديد.
في الحالات الشديدة: التشوش أو فقدان الوعي.

ماذا تفعل عند الاشتباه بنقص السكر؟
تناول مصدر سريع للسكر مثل عصير، قطعة من الحلوى، أو أقراص الجلوكوز.
في الحالات الشديدة، يجب الحصول على مساعدة طبية فورية.

إشراف طبي
يُعد إشراف الطبيب المختص وإجراء التعديلات المناسبة على خطة العلاج أمرًا حاسمًا لتجنب هذه المضاعفات، وضمان تحقيق فوائد العلاج بأمان.

تفاقم اعتلال الشبكية السكري
إذا كنت مصابًا بمرض السكري منذ فترة طويلة وتعاني من أضرار مزمنة لشبكية العين، المعروفة باسم اعتلال الشبكية السكري، فإن بدء العلاج بحقن فقدان الوزن مثل ويغوفي أو مونجارو قد يؤدي إلى تفاقم مفاجئ في مشاكل الرؤية.
لماذا يحدث هذا؟
المرضى الذين يعانون من فرط سكر الدم المزمن (ارتفاع مستمر في مستويات السكر في الدم) والذين يواجهون انخفاضًا سريعًا ومفاجئًا في مستويات السكر نتيجة العلاج قد يكونون أكثر عرضة لهذا التدهور.
هل يُعتبر ذلك مانعًا للعلاج؟
لا يُعد اعتلال الشبكية السكري مانعًا مطلقًا لاستخدام أدوية فقدان الوزن، ولكنه يتطلب:
فحصًا شاملًا لشبكية العين قبل بدء العلاج.
متابعة دورية مع طبيب عيون مختص بشبكية العين طوال فترة العلاج.
أهمية المتابعة
يتم إجراء فحوصات منتظمة للتأكد من استقرار حالة الشبكية واكتشاف أي مضاعفات مبكرًا.
المرضى الذين يعانون من اعتلال الشبكية السكري يجب أن يكونوا على دراية بأهمية الإبلاغ عن أي تغير في الرؤية مثل:
تشوش مفاجئ.
رؤية بقع أو خطوط داكنة (العوائم).
فقدان القدرة على رؤية التفاصيل الدقيقة.
التوصيات للمرضى
المراقبة الدورية للسكر في الدم:
تجنب الانخفاض السريع لمستويات السكر في الدم من خلال المراقبة المنتظمة والتعديلات التدريجية للعلاج.

المتابعة مع طبيب متعدد التخصصات:
التعاون بين طبيب السكري وطبيب العيون لضمان إدارة الحالة بشكل متكامل.

الوعي بالمخاطر المحتملة:
اتخاذ قرارات العلاج بناءً على تقييم شامل وفهم كامل للمخاطر والفوائد.

خلاصة
اعتلال الشبكية السكري يتطلب اهتمامًا خاصًا عند استخدام أدوية فقدان الوزن. المتابعة الدقيقة مع طبيب العيون وإدارة مستويات السكر بشكل تدريجي يمكن أن يقلل من خطر التفاقم ويحافظ على صحة العينين.

السرطان في غدة الغدة الدرقية
انتشرت العديد من الشائعات على الإنترنت حول العلاقة بين الأدوية الجديدة لفقدان الوزن وتطور مرض السرطان. معظم هذه الشائعات غير مدعومة بالأدلة إلى حد كبير، لكن من المهم الإشارة إلى حقيقة واحدة: المادة الفعالة في "ويغوبي" (سيماغلوتايد) والمادة الفعالة في "مونجيرو" (تريزيبتايد) قد ارتبطت بزيادة خطر حدوث ورم خبيث في الغدة الدرقية من نوع "الخلايا C". تم إظهار هذه العلاقة في أبحاث أولية أجريت على القوارض فقط (على وجه التحديد الفئران)، ولم يتم إثباتها أبداً على البشر.

ومع ذلك، من المهم اتخاذ الحذر، لذلك يُحظر استخدام هذه الأدوية لأي شخص لديه تاريخ شخصي أو عائلي من سرطان الغدة الدرقية من نوع خلايا C، أو من تم تشخيصه بمتلازمة MEN2 النادرة (التي تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان).
علاوة على ذلك، يجب على كل معالج ومريض أن يكونا يقظين لأعراض تطور هذا الورم، مثل ظهور كتلة في الرقبة، صعوبة في البلع، ضيق في التنفس أو بحة مستمرة في الصوت. وبسبب الخطر المنخفض للغاية، لا يبدو مبرراً إرسال المرضى بانتظام لإجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية.

الحمل والخصوبة
نظرًا لأن الأدوية الجديدة لفقدان الوزن لم يتم اختبارها مطلقًا على النساء الحوامل بشكل مباشر، فلا يُعرف كيف يمكن أن تؤثر علىهن أو على الأجنة التي يحملنها. لذلك، يجب على أي امرأة في سن الإنجاب ترغب في استخدام "ويغوبي" أو "مونجيرو" استخدام وسائل منع الحمل الأكثر فعالية. يُنصح للنساء اللاتي يتناولن الحبوب مثلاً، باستخدام وسائل منع حمل إضافية مثل الواقيات الذكرية أو التبديل إلى علاج هرموني أكثر فعالية مثل اللاصقات الجلدية أو الأجهزة داخل الرحم. يجب على النساء اللواتي يخططن للحمل التوقف عن العلاج قبل شهرين على الأقل من محاولة الحمل، بسبب تأثير الأدوية الطويل الأمد.

أما بالنسبة لتأثير الأدوية على خصوبة المرضى، فهنا أيضًا لا توجد معلومات موثوقة. المنطق الطبي يشير إلى أن فقدان الوزن يجب أن يحسن خصوبة المرأة، حيث تعاني العديد من النساء المصابات بالسمنة أيضًا من متلازمة تكيس المبايض، وهي السبب الأكثر شيوعًا للعقم لدى النساء، والعلاج الرئيسي لها هو تعديل نمط الحياة وفقدان الوزن.

يمكن أن يفسر هذا المنطق ظاهرة الإنترنت المعروفة باسم "أطفال الأوزمبيك"، حيث أفادت العديد من النساء اللاتي كن يعانين من العقم لفترة طويلة بالحمل بعد استخدام الدواء. عند العودة إلى الدراسات الأولية التي أجريت على القوارض، لوحظ في الفئران الأنثوية التي تم علاجها بهذه الأدوية، تمديد دورة الإباضة وانخفاض طفيف في عدد الإباضات. بينما لم تُلاحظ أي تأثيرات على خصوبة الفئران الذكور.

في الختام، لا ينبغي لما ورد أعلاه أن يسبب لك القلق أو يمنعك من تلقي العلاج الدوائي الموصى به والضروري لمكافحة السمنة. ومع ذلك، من المهم أن نفهم أن العلاج ليس "نزهة في الحديقة"، بل هو علاج طويل الأمد يتضمن إلى جانب فوائده الصحية العديد من الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة. لذلك، يجب إعطاء أدوية إنقاص الوزن بحذر، وفقط كجزء من خطة علاجية متعددة التخصصات تشمل ليس فقط طبيبًا مخلصًا وماهرًا في هذا المجال، ولكن أيضًا ممرضين، وأخصائيين تغذية، وأخصائيين في العلاج الطبيعي، وأطباء نفسيين. يمكن أن تؤدي هذه المقاربة إلى الوصول بك بأمان إلى الهدف المنشود لنا جميعًا: أن نكون أكثر صحة ونعيش حياة أطول.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]