توفيت سيدة تبلغ من العمر أربعين عامًا في مستشفى "سوروكا" نتيجة مضاعفات خطيرة ناجمة عن إصابتها بالإنفلونزا. السيدة، التي نُقلت إلى قسم الطوارئ في حالة حرجة جدًا، لم تتمكن من مقاومة المرض رغم الجهود الطبية المكثفة ومحاولات الإنعاش المستمرة التي بذلها الطاقم الطبي. في النهاية، أُعلن عن وفاتها، مما أضاف حالة جديدة إلى سلسلة الوفيات الناجمة عن هذه الموجة الشديدة من الإنفلونزا.
إلى جانب هذه الحادثة المأساوية، يستمر مستشفى "سوروكا" في استقبال حالات صعبة تتطلب رعاية طبية دقيقة. يُعالج حاليًا مريضان في وحدة العناية المركزة، أحدهما رجل في الخمسين من عمره، دون أمراض سابقة، وقد تم وصله بجهاز "إكمو" الذي يدعم وظائف القلب والرئة نتيجة مضاعفات المرض. المريض الآخر في حالة حرجة أيضًا ويعتمد على جهاز التنفس الصناعي.
الوضع في رمبام
الوضع في المستشفيات يتفاقم مع تزايد أعداد المرضى. في مستشفى "رمبام"، تجاوزت نسبة الإشغال في قسم الطوارئ 200%، بينما وصلت نسب الإشغال في الأقسام الداخلية إلى 105%، وهو ضغط ناجم عن ارتفاع أعداد المصابين بأمراض تنفسية حادة. معظم الحالات الخطيرة تتركز بين كبار السن، لكن الموجة لم تستثنِ الفئات العمرية الأصغر، حيث شهد الأسبوعان الماضيان ثلاث وفيات مأساوية لفتيات، تتراوح أعمارهن بين 5 و18 عامًا، بسبب الإنفلونزا ومضاعفاتها.
الأطباء في المستشفيات يحذرون من خطورة تأخر التشخيص، ويناشدون المواطنين بالتوجه إلى المراكز الطبية فور ظهور أعراض شديدة مثل الحمى، السعال، وضيق التنفس. كما يؤكدون أن التطعيم ضد الإنفلونزا يمكن أن يمنع الكثير من هذه الحالات الحرجة.
الإنفلونزا، التي تُعتبر في كثير من الأحيان مرضًا عابرًا، أثبتت في هذه الموجة قدرتها على التسبب بمضاعفات قاتلة. تكمن الخطورة في التفاعل المفرط لجهاز المناعة مع الفيروس أو في الإصابات الثانوية التي تلي المرض، مثل الالتهاب الرئوي والصدمة الإنتانية. لذلك، ومع استمرار ارتفاع الإصابات، يبقى التطعيم والوقاية الوسيلة الأكثر فعالية لتجنب سيناريوهات قاتمة كتلك التي تشهدها البلاد حاليًا.
[email protected]
أضف تعليق