أعلنت شركة "ميتا"، المالكة لمنصتي "فيسبوك" و"إنستغرام"، اليوم (الثلاثاء) عن تغيير جذري في سياسات إدارة المحتوى، حيث قررت إلغاء نظام فحص الحقائق الذي كان يعتمد على التعاون مع جهات مستقلة لفحص المحتوى. هذا القرار يعكس تحولًا أيديولوجيًا في توجهات الشركة، وفقًا لتقارير إعلامية أمريكية، ويشير إلى تقارب متزايد بين مارك زوكربيرغ والإدارة القادمة للرئيس المنتخب دونالد ترامب.
ما هو نظام فحص الحقائق؟
منذ عام 2016، ونتيجة للمخاوف من التدخل الأجنبي في الانتخابات الأمريكية، قامت "ميتا" بتوظيف صحفيين ومنظمات إعلامية مستقلة للتحقق من المحتوى المنتشر على المنصة وتحديد الأخبار الزائفة أو المضللة. عند تحديد منشور على أنه "كاذب" أو "مضلل"، كانت المنصة تحد من انتشاره وتضيف تحذيرات بجانبه. أما الآن، فستعتمد الشركة على آلية "ملاحظات المجتمع"، على غرار النظام المستخدم في منصة "X" (تويتر سابقًا) تحت إدارة إيلون ماسك.
وحذر نقاد من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفاقم انتشار المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة عبر منصات "ميتا"، حيث أعرب اتحاد الإنترنت الإسرائيلي عن قلقه الشديد تجاه القرار.
وفي بيان صدر عن الاتحاد، وصف القرار بأنه "تهديد كبير لأمان المعلومات للمستخدمين"، محذرًا من أن "فيسبوك قد تتحول إلى نسخة باهتة من منصة X (تويتر سابقًا)، مما يجعلها بيئة خصبة لنشر المعلومات المضللة والمحتوى الضار".
تهديد خطير
أوضح عِدان رينغ، نائب المدير العام لشؤون المجتمع في اتحاد الإنترنت الإسرائيلي، ونِتسان يسعور، مدير قسم المعلومات المضللة، لموقع "بكرا" أن "قرار ميتا التخلي عن التعاون مع جهات التحقق من الحقائق المستقلة لصالح آلية تعتمد على ملاحظات المستخدمين يشكل تهديدًا خطيرًا على أمان المعلومات ومستخدمي منصات ميتا حول العالم، بما في ذلك في إسرائيل".
وأضافا: "استنادًا إلى التجارب السابقة، هناك مخاوف من أن هذا القرار يُظهر تخلي ميتا عن مسؤوليتها تجاه أمان المحتوى وموثوقيته، ووضعها بالكامل على عاتق المستخدمين دون تزويدهم بالأدوات اللازمة لذلك. هذه السياسة قد تجعل فيسبوك وإنستغرام بيئات أقل أمانًا وأكثر عرضة لنشر المعلومات المضللة والمحتوى الضار، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار دول ديمقراطية عديدة".
وأشار الخبراء إلى أن "X" تحت إدارة إيلون ماسك أصبحت منصة مليئة بالمحتوى العنيف والتحريضي وغير الآمن للمستخدمين. وأعربوا عن خشيتهم من أن تتبع فيسبوك وإنستغرام نفس المسار، مما قد يؤدي إلى تراجع شعبيتهما ويؤثر سلبًا على مصداقيتهما وأمان مستخدميهما.
[email protected]
أضف تعليق