كشفت وزارة الصحة الإسرائيلية عن إصابة مراهق يبلغ من العمر 17 عاماً من منطقة القدس بفيروس شلل الأطفال (البوليو)، حيث تم تأكيد العدوى في مختبر الفيروسات التابع للوزارة. المراهق، الذي لم يتلقَ التطعيم ضد الفيروس، أصيب بشلل ويتلقى العلاج حالياً.
وفقاً للتحقيقات الأولية، أصيب المراهق بالفيروس من النوع الأول، والذي يُعتقد أن مصدره لقاح حي مُضعّف كان قد أُعطي لطفل آخر في محيطه. ونتيجة لعدم تطعيم المراهق، انتقلت العدوى إليه عبر إفرازات هذا الطفل، وهو ما يؤكد أهمية التطعيم في الوقاية من انتشار المرض.
وزارة الصحة أوضحت أن الطريق الرئيسية لحماية الأطفال من شلل الأطفال تكمن في تلقي التطعيم المناسب، مع التأكيد على أهمية الالتزام بالنظافة الشخصية، خاصة غسل اليدين، للحد من انتشار العدوى.
تذكير بخطورة الفيروس
شلل الأطفال يُعتبر مرضاً خطيراً لا علاج له، وينتقل من خلال الاتصال المباشر بإفرازات الجسم، مثل البراز أو الإفرازات التنفسية. وعلى الرغم من أن معظم الإصابات لا تظهر عليها أعراض، فإن أقل من 1% من الحالات قد تتطور إلى شلل دائم. يؤكد د. روني فرابر، مدير قسم الصحة العامة في "ماوحيدت"، أن "التطعيم هو الوسيلة الأهم لحماية الأطفال ومنع انتشار الفيروس في المجتمع".
تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 5% من الأطفال في إسرائيل، أي نحو 180 ألف طفل، لم يتلقوا أي تطعيم ضد شلل الأطفال. في عام 2022، تم تسجيل إصابة طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات بالفيروس، وهي الحالة الأولى منذ عام 1989، مما دفع وزارة الصحة إلى إطلاق حملة تطعيم جديدة. ورغم هذه الجهود، فشلت الحملة في تحقيق هدفها، حيث تم تطعيم 7% فقط من الأطفال المستهدفين.
الوضع العالمي
في أوروبا، رُصدت آثار لفيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في عدد من الدول مثل بريطانيا، ألمانيا، إسبانيا، وبولندا، ما أثار قلقاً بشأن انتقال محتمل للفيروس من مناطق موبوءة.
وزارة الصحة تواصل مراقبة الوضع، داعية الأهالي إلى التأكد من تطعيم أطفالهم. يتوفر اللقاح في مراكز "طיפות حليب"، مكاتب الصحة، وعيادات صناديق المرضى في جميع أنحاء البلاد. الرسالة واضحة: "التطعيم ضد شلل الأطفال ينقذ الأرواح، وكل فرد يمكنه المساهمة في منع انتشار المرض".
[email protected]
أضف تعليق