الكاتب والأديب الشيخ الدكتور محمد زيناتي
نحن أمة شعارها محاربة الأمية، وتحقن أبناءها بالجهل.
لا أريد أن أعيش في أمة شعارها الرفق بالحيوان وتحقير الإنسان.
يعجبني أصحاب البصيرة الذين يرون قبورهم بالاحتكاك ويُعلون مسار المواجهة.
تكلم حتى أراك... أولا أراك.
نباح الكلاب إثبات وجود، وبحوزتي كثير من العظام لإسكات وجودهم.
قال الإمام علي: "لو سكت كل جاهل لما عشنا الفتن"، وأقول: لا مكان للجاهل بيننا.
الحقيقة لا تتعلق بالحقيقة، وعلائق الخلائق لا تصل إلى الحقائق، والإدراك لعلم الحقيقة صعب، فكيف إلى الحقيقة؟ قال الحلاج: "وأقول معاشرتكم خطيئة، وترككم لخطيئتكم خطيئتي، إذا كنتم قدري، فناري لا ترحم أقدارها."
هناك فرق بين المولود من رحم الأمهات والمولود من رحم الصدق، ولا يعيش البهتان.
كم من الحكماء الفاضلين لم يفهموا أبا يزيد الصوفي عندما قال "الله في جبتي" وفهموها "الله في جيبتي".
ما أصغر خسارتك لصخر، أيتها الخنساء، فهناك من خسر الإخوان والأمة.
هناك من يقرأ لغة العيون، وهناك من يميز الروح بين رجسها وغير رجسها.
يا سيدي السلطان، ويا سيدي الملك، إذا أعطيت الجلاد صلاحية الجلد دون العودة إليك، خسرت السيطرة، فكم من حاكم إقليم صنع الانقلاب على المملكة.
لماذا أبجدية الإرشاد في لبنان لا تشبه سوريا، وفي سوريا لا تشبه فلسطين؟!
يؤلمني ألم ورقة التين والتفاحة، اللتين حملتا خطيئة العالم دون ذنب، وإبقاء الزوان فوق الغربال وسقوط القمح الصليبي منه ذنب شبكة الغربال.
معكم لا أريد أن أبصر، وابقوني معمى كما تشاؤون، وأعدكم بأنني سأنال جائزة الأوسكار باللب، وما بين القصرين.
الجمر الأحمر يحرق البخور، والرماد يحتويه.
حرقوني وجمروني وأطفؤوني وأغرقوا رمادي حتى أصبح متحركًا، فكان ابتلاعهم.
جل اهتمامي إراقة ماء محياكم، لعلكم تندمون على إنجازاتكم الشيطانية، حتى لو كلفني النزول إلى جحيمكم.
إذا سترت ورقة التين عورة حواء وأغضبها الله، فطردها، فكيف كان غضبه عند الحرق تحت شجرة التين؟
كما بشر إبراهيم وسارة بإسحاق، بشرنا يا الله أنك ستلد لنا جرأة على التغيير والتقدم نحو المثالية، لا نحو العظمة الشخصية.
يعضون وغير مؤهلين ويعالجون وغير مختصين، وإذا عاتبتهم سقراط من تلاميذهم وفيثاغورس تحت الاختبار، ويل للسامعين حاملي الشواغر على ظهورهم.
إياكم والتبعية العمياء، حتى الله لا تتبعوه دون معرفة حقيقته، وإياكم أن تهتموا بين ممالك المنتفعين.
أعرف أن مسرح الدمى في العالم الغربي يصنع الدمى من القماش، أما في بلادنا، فالدمى متحركة بشرية وتخدم بجيوشهم.
الملوك يمنعون شعبهم من الزنى، ويحاكمونهم بالحبس والجلد، وفي مخازنهم يخبئون الخمر لغواني الليل.
حارب المسيح أهل الهيكل أصحاب العقول الباردة، ومسلكهم العفة، وطريقهم طريق القداسة، وفي صحرائهم داس شيطانهم الحامي لهم ثلاث مرات.
لا يجود بحركم إلا الطحالب التي لا تشبع جائعًا، ومحاركم لا يملك إلا الرغوة المالحة. اذهبوا للصيد في وادٍ لا ملح فيه، والأنهار كثيرة.
النظافة من الإيمان، والرائحة الزكية والمظهر الحسن، وإلا اسكنوا الأسراب.
لا تقدسوا الحصان الأصيل، المجد لراكبه.
أتيت لأكحل عيونكم بالرماد، لا بالكحل العربي، عساكم تبصرون.
ظنوا أنهم رمدوني، وعند الاقتراب من رمادي صرخوا من جمر خبأته لساعة اللقاء.
بعد تربيتي لأولادي، قرروا الالتزام بالبيت وعدم الالتحام، وعند سؤالي أجابوا: "كلهم يسكنون المنطقة الرمادية يا أبي، والله بين الأبيض والأسود."
لا سبيل لعبادة جيش الباطل الذي ألف ونظم باسم الدين إلا بالدين نفسه.
يا لها من صرخة حق: "أنا الحقيقة الخلاقة!" فكيف لكم بتهميش نقطة الفلك مدار الوجود؟
أشرقت شمس نهار النطق بعد ليل الصمت، ولم يعد ينفعكم تمرد مارد.
الحقيقة أصل، والمجاز فرع، وبينهما ضاع الفرد.
إذا أعرض التائب عن كل شيء وحضر فكره فيه، فمن يكون أيًا كان لوضع محدودية الارتباط؟
أيهما أولى بالاهتمام، ماء الغيث أم الغثاء؟
أجساد تشتهي ما يضر الروح، أكملها ولا تعي معنى هبوط الصدفة في عمق المحيط.
تناسيتم إلهي، لماذا تركني ولم أنسَ؟
بانحناء الرأس لم تتمثلوا، وبالموت السري لم تتعظوا، وتطلبون الموت يا أيها المحنطون فكرًا.
فوهة ضيقة لوعاء متضخم، وما بداخله ملك للخاصة وخاصّة الخاصة.
كن بداخلك متأملًا، وبخارجك خالقًا، والموروث لا يحقق لك إلا المزيد من المعاناة.
والله كم نشيد بكم بما عانيتم من مرارة الحياة لتعلموا حقيقة انتحار الذات.
الأمة التي لا تقرأ، وإن قرأت لا تفكر، وإن فكرت تخشى التعبير، وإن عبرت بوجل وسكوت.
اسمعوها كلمة حق، بتنا في فوضى خارج إرادتنا.
ترنيمة علها تحرك جمود الروح وتضخ في قلب نابض.
هنيئًا لكم أيها الناظرون بعين الروح، والسامعون نغماتها، وخطاكم على دربها.
دائمًا تساءلت لماذا داخل أسوار مدرستي كتب على أبواب المكتبة: "الدخول للمصرح لهم"، الملاعب دون حارس، والصفوف دون حارس، والساحات دون حارس. فشدني الأمر وذهبت شاكياً لمعلمي. يهمني أمر العلم أكثر من اللهو، فكان رده: "ابن من تكون؟ ألا يكفيك شرف انتمائك لهذه المدرسة؟" قلت: "لا، وأريد مفاتيح المكتبة فورًا." وبدأ النزاع، ولأني مستحق حصلت على المفتاح، ولكن قبل ذلك أفرغوا المضمون. ظنوا أنهم فعلوا. ودارت الأيام، ووجدت الكرتونة التي تأكل عليها الغبار ولم يكترث لها أحد. فالمعلم دفع لممول أكثر حتى باعني أسرار الحقيقة، وناشر الكتب الزهدي قال إننا نملك وهو يعلم العكس. ولأن صاحب المكتبة أكل نصيبه من الأرباح، قرر الفتح عليه بالغير مرغوب، ورأى بشغفي كطالب محارب من أجل العلم هدفًا للنيل من ذاك المعلم الصغير. ولكني أذكى من تحاك عليّ المؤامرة من جديد. فبدأت بطلب اللب والينابيع والدستور، وهم أساس لكل طالب. حتى امتحنهم، فعارضوا، وضحكت وتركتهم في حيرتهم يتساءلون: هل أملكهم؟ أنا طالب لا أريد المفتاح ولن أرتاح قبل نبش كل فهرس وكتاب داخل مدرستي. وسأشرع الأبواب أمام كل طالب ولن أغلق بابًا أمام روح صادقة.
د. محمد زيناتي
[email protected]
أضف تعليق