أعلنت الفصائل المسلحة في المعارضة السورية فجر الأحد، أن الرئيس السوري بشار الأسد غادر البلاد. وأعلنت الفصائل في رسائل نشرتها عبر تطبيق "تلغرام"، ما اعتبرته "نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا.
وأعلنت الفصائل المسلحة دخول دمشق، بعدما حققت تقدما كبيرا وسريعا عبر البلاد. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها الفصائل إلى دمشق منذ عام 2018، عندما استعادت القوات السورية مناطق في ضواحي العاصمة بعد حصار استمر سنوات.
النظام والعلاقات
وفي حديث لموقع بكرا مع المحلل السياسي والصحفي السوري فراس علاوّي قال: "اهمية النظام تاتي انه استمر فترة طويلة في سوريا، بالإضافة إلى الموقع الجيوسياسي، بقاؤه لكل هذه الفترة واستخدامه لكل الأساليب لمحاولة فرض وجوده، اضافة الى شبكة العلاقات التي شكلها مع الاقليم والدول الغربية. كل هذه الأمور تعطي قوة للنظام. وجود شبكة علاقات عربية او اقليمية تعطي قيمة كبيرة لسقوطه، اضافة الى قيمة سوريا الجغرافية".
انعكاس سقوط النظام
وحول انعكاس سقوط النظام السوري على الشرق الأوسط والعالم قال: "الخرائط السياسية ستتغير والعلاقات السياسية والجيوسياسية ستتغير، ليس هناك تصور كامل لما ستكون عليه السلطة القادمة ولكن مؤكد سيكون هناك تغيير لشكل العلاقات مع الدول سواءً الاقليمية او دول العالم".
"امتلاك البلد"
وحول انعكاس وتأثير إسقاط النظام على الشعب السوري قال: "النظام عبر السنوات الكبيرة التي أمضاها في سوريا تحول إلى عبارة "عائلة"، حتى انه تم اطلاق اسم "مزرعة الأسد" عليه، حيث تحوّل من سلطة الى محاولة امتلاك البلد، لذلك كانت سوريا رغم غناها الجغرافي وبناها التحتية غير مسخرة، سقوط النظام وتغيير شكل الدولة وتغيير شكل الحكومة سينعكس بصورة جيدة على الشعب السوري، وهذا مرتبط بفتاة التغيير وكيفية التغيير والقفز على ما تركه النظام كشرخ على الشعب السوري. ومن المهم القول أن الشباب الذي قام بالثورة هو من سيكون له دور الرقابة وستكون السلطة مسخرة لخدمة الشعب".
بين النزوح واللجوء
وحول عودة اللاجئين السوريين قال: "من 40-50% من الشعب السوري هو إمّا نازح في شمال سوريا او مهجر ولاجئ في دول العالم، وبما أن الأمور غير واضحة فإن من بدأ بالعودة هم الناس الذين داخل الحدود السورية بشكل تدريجي، واعتقد ان الأولوية لاعادة النازحين داخل الحدود السورية، أمّا خارج سوريا فاللاجئين لهم مفهوم مختلف، ارتباطهم بالاماكن التي لجأوا اليها، عملهم مدارس ابنائهم وبيوتهم، اعتقد انهم سينتظرون محاولة فهم السلطة ومن ثم سنشهد عودة قريبة من الدول الاقليمية، بالاضافة الى انتظارهم لمرحلة إعادة الإعمار".
إعادة الاعمار
وأنهى حديثه قائلًا: "اعتقد ان ترتيبات الحل السياسي سيكون جزء منها هو ترتيب مرحلة إعادة الإعمار، هناك دول تكفلت وستتكفل بالمساعدة ولكن الثقل الأكبر سيقع على كاهل الشعب السوري، الشعب السوري هو شعب منتج وعامل، وهو لا يحتاج سوى الأمان والبيئة المستقرة وبنية تحتية تساعد على إعادة الإعمار".
[email protected]
أضف تعليق