حاور موقع بكرا المؤرخ والمحاضر د.يسري خيزران، وناقش معه الملف السوري وتبعات التغييرات التي حصلت.

وقال خلال حيدثه: "اولًا يبدو أن ما حدث هو نوع من الصفقة، لأن الجيش السوري لم يقاتل لا في حلب ولا في حماة ولا في حمص ولا حتى في العاصمة دمشق، كما أن الحلفاء لم يسارعو الى المساعدة، في حين أن الفصائل المسلحة، دخلت معركة مدعومة تكنولوجيًا واستراتيجيًا وعسكريًا وسياسيًا، على الاقل من تركيا".

وتابع: "لتركيا مصالحها الاستراتيجية، الأول عودة الاجئين والمهجرين، وتركيا تريد إزالة هذا العبئ عنها، وسقوط النظام هو مقدمة لهذا، والثاني ما يؤرق الهاجس التركي، هو الملف الكردي، وقبل قليل بلغني أن فصائل المعارضة فتحت هجومًا على بعض الفصائل الكردية في منبج، فلربما هذا مؤشر على ما هو قادم".

وأوضح كذلك: "من حيث اسرائيل فإن سقوط نظام الأسد حتمًا في مصلحة اسرائيل، لأن سقوط النظام في سوريا، يُفقد ايران حلقة مهمة جدًا في محورها، الذي سماه الملك عبد الله الثاني "الهلال الشيعي". الآن اذا كان البديل في صالح اسرائيل، لا يمكن التنبؤ، ولكن  من المؤكد ان سقوط نظام الأسد، يخدم مصلحة اسرائيل، ويُيشر على ما يبدو بإعادة ترتيب المنطقة، على نحوٍ لا تبدو ملامحه حتى الآن واضحة".

سوريا محملة بعبئ ملفات ثقيلة

وأستطرد في الحديث: "بالنسبة لمستقبل سوريا، إذا أُخذ بعين الاعتبار، ما حلّ بالعراق ومصر والسودان وليبيا واليمن، وحتى تونس في أعقاب الربيع العربي، او في اعقاب التغيرات الأخيرة، لا يبدو المستقبل واعدًا. ثانيًا ان سوريا محملة بعبئ ملفات ثقيلة، الأول ملف اللاجئين، الثاني ترسبات النظام القديم، والانتقامات المقبلة، الثالث التعددية، الرابع الاقتصاد المدمَّر، الخامس ملف الأكراد، سوريا مقبلة على مرحلة هي بأمس الحاجة الى مركز ثقل، يستطيع ضبط الأمور، وأكثر ما ينقص سوريا حاليًا، هو مركز ثقل قادر على ضبط الأمور".

ونوه ايضًا: "إزاء هذا لربما تكون هنالك مبررات للفرحة، بسقوط نظام البعث، لأن التحديات التي تنتظر سوريا، قد تجعل من سوريا على كف عفريت".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]