بعد سقوط النظام السوري، يتزايد الحديث عن "سجن صيدنايا"، الذي تمكنت قوات المعارضة السورية المسلحة، صباح اليوم، من مداهمته وتحرير كافة المعتقلين بداخله، ومن بينهم من اختفت آثارهم لسنوات، فما هو هذا المكان الذي يرعب السوريين؟

يعتبر سجن "صيدنايا" أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصيناً، وهو يقع على بعد 30 كيلومتراً شمال دمشق، وتحديداً في ريف دمشق قرب دير صيدنايا. ومن المتعارف عليه بكونه مركزاً للتعذيب، ويتكون من بنائين: الرئيس القديم "البناء الأحمر"، والبناء الجديد المعروف باسم البناء الأبيض.

وتأسس هذا السجن في ثمانينيات القرن الماضي، وأطلقت عليه "منظمة العفو الدولية" قبل سنوات وصف "المسلخ البشري"، والسجن الذي "تذبح فيه الدولة السورية شعبها بهدوء".

وتقدر مساحته بـ1.4 كيلومتر مربع، أي ما يعادل "ثمانية أضعاف مساحة ملاعب كرة القدم الدولية في سوريا مجتمعة".

ويختلف عن باقي السجون من حيث التبعية ومن حيث الممارسات والقوانين المطبقة فيه، إذ يتبع لوزارة الدفاع السورية، بينما لا تتمتع وزارة العدل بأي سلطة عليه، فيما "لا يستطيع أحد دخوله أو زيارة أي معتقل، من دون إذن الشرطة العسكرية، بعد الحصول على موافقة مسبقة من شعبة الاستخبارات العسكرية".

وذكر سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن في سجن صيدنايا آلاف المعتقلين السياسيين والمفكرين السوريين الذي اعتقلهم نظام الأسد منذ 40 عاما لم يروا فيها الشمس، ولا يعرف أحد عنهم شيئا.

وكان السجناء في صيدنايا يعانون أشد أنواع التعذيب، من ضرب بالخراطيم أو أنابيب التمديدات الصحية أو الهراوات وغيرها من الأدوات على نحو مستمر.

كما أن هذا السجن ضم الكثير من النساء مع أطفالهن وبعضهم لا يتجاوز عمره السنتين، وقد وثق ذلك بمقاطع فيديو.

وعام 2017، دعت منظمة العفو الدولية الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل لما يجري في سجن صيدنايا من إعدامات للمعتقلين بعد تقرير كشف إعدام قوات الجيش السوري نحو 13 ألف شخص شنقا بين عامي 2011 و2015.

وفي العام ذاته، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الحكومة السورية لجأت إلى حرق آلاف السجناء في سجن صيدنايا، محاولة إخفاء عدد القتلى والتخلص من الأدلة التي قد تدينها بجرائم حرب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]