النّاس معادن، وفي الظّلمة تعرف نجومك. وفي الشدّة والمحن تُقاس مواقف البشر وتظهر معادنهم على أصلها وحقيقتها، والقلوب المريضة الحاقدة والضحكة الصفراء.

جاءت هذه المقدمة القصيرة بعد ان زرت عائلة القط، التي فقدت المربيّة صفاء، وبيتهم المكون من 3 طبقات، يسكن فيها 4 عائلات شُرّدوا وباقي العائلات التي تضررت بيوتهم واملاكهم، بالإضافة لوقوع عشرات الاصابات المتفاوتة في اعقاب سقوط صاروخ مباشر في حي الفوّار.

نعم، الحياة مواقف والمواقف لا تُنسى
العائلات المتضرّرة، لا تنسى المواقف المُشرّفة والاصيلة للأسرة الشفاعمرية الواحدة بكافّة اطيافها، طبقاتها وانتماءاتها التي تحلّت بها وتُرجمت على ارض الواقع قولاً وفعلاً.

انّه موقف يثلج الصّدر، يستحق كل التّقدير والثّناء، موقف يمثل اهل شفاعمرو الواحدة. وعليه ليس طريق الصُّدفة لُقبت شفاعمرو ببلد التآخي والتسامح.

المواطن وائل القط، الّذي فقد زوجة أخيه ومنزله ومنزل العائلة قال: " فور الانفجار الكبير هرع الشفاعمريون من كل الاحياء للتضامن والمساعدة والمشاركة في اعمال الإنقاذ. وسرعان ما انهالت علينا عروضًا للاستضافة، وتقديم المسكن البديل من كل حدب وصوب. هنا تجسّدت الوحدة الشفاعمرية بأبهى صورها وتجلّت معاني الشّهامة، النّخوة، الجيرة والصداقة، فكيف نفيكم حقكم يا اهل الغيرة والفزعة؟ والله ان كانت الكلمات والمفردات لن تسعفنا في التّعبير عن مدى امتناننا وتقديرنا لوقفتكم المهيبة هذه "!

ومن اجل الانصاف، نذكُر ونذكّر الدّور الايجابي لجهاز التعليم والتفتيش، ممثلي وزارة المعارف، نقابات المعلمين وجميع الهيئات التدريسيّة والإدارية وتحديدًا مديرة المدرسة "ج"، عُلا سيف التي كانت المرحومة المربية صفاء تُدرّس فيها.

على المساندة والدّعم.
كذلك مدير عام المدرسة الشّاملة ألف المربّي سلمان كامل ابوعبيد، التي تخرج منها ثلاثة أبناء المربية المرحومة على دعمه ووقفته المشرفة. حيث قامت الهيئة التدريسية بزيارات للطلاب واهاليهم في بيوتهم ، بهدف فحص ودراسة دوائر الإصابات وتقديم الدعم والمساندة
كما قامت عشرات الشخصيّات الاعتباريّة، بزيارة شفاعمرو لتقديم التعازي لعائلة القط وعائلة آل حسون، التي فقدت الشّاب كرمي ووالدته مينا قبل ثلاثة أسابيع، منهم بيني غانتس وزير المعارف، يوئاب كيش، النّائب ايمن عودة، منصور عباس وحمد عمار.

من جهة ثانية، صرّح لي السيد عنان أبو شاح، ممثل عائلة أبو شاح التي لحق بمنازلهم واملاكهم اضرارا كبيرة عن عدم الرّضا، واستياءهم من بعض الاقسام في المؤسّسة الكُبرى بسب عدم أداء مهامهم كما يتوجب في مثل الظروف الصعبة، وتقديم ابسط الخدمات على حد تعبيره الاّ انهم لمسوا تغير بسيط لا يستحق الذّكر
في التّعامل والتفاعل بعد الضغط، واجراء اتصالات مكثفة وتدخل وسطاء!

وعبر هذا المنبر، يوجّه كلمة شكر وعرفان باسم العائلة، لكل من تواصل معهم وشاركهم واقترح تقديم يد العون، وخاصّة للذين أبدوا استعدادهم لتوفير أماكن سكن الى حين ترتيب امورهم.

لقسم الشؤون الاجتماعية مُلقاة مسؤوليّة دور كبير، وعليه تمّ الاتصال بمدير قسم الشؤون السيد فريد شاهين، الذي صرّح وزوّدنا بتفاصيل هامّة في مثل هذه الظروف قائلا:
في مثل هذه الاحداث والظروف يوجد ثلاث دوائر، الدائرة الأولى معالجة الوضع في حالة وجود وفاة، الدّائرة الثانية عندما تقع إصابات، الدّائرة الثالثة إيجاد سكن بديل للبيوت المتضررة واجراء اتصالات مع الفنادق التي استقبلت 31 شخصًا، وفتح مركز للتواصل مع تواجد عاملات اجتماعيّات، وعلى هذا الأساس تم معالجة ما خلّفته هذه الحادثة المأساويّة بكل مهنية وتفاني على مدار السّاعة، وتمّ فتح عدة مراكز في المستشفيات ومركز "حوسن "، لتقديم علاج نفسي اوّلي، فتح خط طوارئ من أربعة ارقام ونشرها على مواقع التواصل.

نناشد كل المؤسّسات في شفاعمرو، أصحاب المحلات التجاريّة ورجال الاعمال استمرار التواصل مع العائلات المتضررة، مساعدتهم وعدم الاكتفاء بالتّصريحات الجوفاء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]