في تطور طبي لافت في مستشفى "أسوتا" بأشدود، حققت مريضة تبلغ من العمر 76 عامًا من مدينة حولون تحولًا جذريًا في حالتها الصحية بفضل علاج مبتكر يعتمد على مسحوق مصنوع من البول. المريضة، تُوفا أوستايب، كانت تعاني لأكثر من 20 عامًا من حالة طبية نادرة تُعرف باسم "نقص صوديوم الدم المزمن" (Hyponatremia)، التي تسبب اختلالًا في توازن الأملاح والماء في الجسم، ما أدى إلى أعراض خطيرة مثل الإغماء وفقدان التركيز وارتفاع غير مستقر في ضغط الدم.

علاج ثوري بعد سنوات من المعاناة

على مدار سنوات، خضعت أوستايب لعلاجات تقليدية مثل الحقن الوريدية والمكملات المالحة، دون أي تحسن يذكر. وبعد زيارتها لقسم أمراض الكلى في مستشفى "أسوتا"، اقترح الأطباء علاجًا جديدًا يعتمد على "مادة اليوريا"، أحد المكونات الرئيسية في البول البشري، بعد أن ثبت نجاحه في الولايات المتحدة لعلاج حالات مشابهة.

نتائج مذهلة

خضعت أوستايب للعلاج الجديد قبل ثلاثة أشهر، وبدأت حالتها بالتحسن بشكل ملحوظ خلال فترة قصيرة. لأول مرة منذ أكثر من عقدين، تخلصت من الاعتماد على الحقن الأسبوعية، واستقر ضغط دمها بشكل كامل. وصفت أوستايب العلاج بأنه "منقذ للحياة"، قائلة: "أخيرًا أشعر بالحرية. لا خوف بعد اليوم من الإغماء أو الأعراض المزعجة."

آفاق مستقبلية

البروفيسور عادي لايفا، مدير قسم أمراض الكلى في "أسوتا"، وصف العلاج بأنه اختراق طبي قد يغير حياة 5% من المرضى الذين يعانون من نقص صوديوم الدم المزمن. وأضاف: "قد يبدو غريبًا استخدام مسحوق مستخلص من البول، لكنه أثبت فعاليته. نحن الآن نعمل على تطوير نسخة أكثر ملاءمة من العلاج في شكل أقراص سهلة البلع."

في ضوء النجاح الذي حققه العلاج، قدم الأطباء طلبًا لاعتماده ضمن سلة الأدوية المدعومة في إسرائيل، ليصبح متاحًا للمرضى الآخرين. في الوقت الحالي، تبلغ تكلفة العلاج حوالي 60 دولارًا شهريًا، ما يجعله أملًا جديدًا لمن يعانون من هذه الحالة المزمنة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]