في عام 2023، ارتفع عدد حالات الحصبة عالميًا بنسبة 20% ليصل إلى 10.3 مليون حالة مُبلَغ عنها، وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية (WHO) ومراكز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة (CDC). يُعزى هذا الارتفاع بشكل مباشر إلى ضعف التغطية بالتطعيم على مستوى العالم. وبحسب التقرير، فإن أكثر من 22 مليون طفل لم يتلقوا الجرعة الأولى من لقاح الحصبة العام الماضي، في حين تلقى 74% فقط من الأطفال الجرعة الثانية الموصى بها.

الحصبة: مرض معدٍ وقابل للوقاية بالتطعيم

الحصبة، أحد أكثر الفيروسات انتشارًا بين البشر، يمكن الوقاية منها بواسطة لقاح بسيط. تؤكد منظمة الصحة العالمية أن تحقيق تغطية تطعيم بنسبة 95% على الأقل بجرعتين مطلوب في كل دولة ومجتمع لمنع التفشي وحماية السكان. ومع ذلك، تشير البيانات إلى أننا ما زلنا بعيدين عن هذا الهدف، مما يعرّض ملايين الأطفال لخطر الإصابة بمضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.

تفاقم الوضع في عدة مناطق

شهدت 57 دولة تفشيًا كبيرًا للمرض أو تعطيلًا ملحوظًا في جهود الوقاية خلال عام 2023، ما يمثل زيادة بنسبة 60% تقريبًا مقارنة بـ36 دولة في 2022. سجلت مناطق مثل إفريقيا، والشرق الأوسط، وجنوب شرق آسيا، وأوروبا ارتفاعات حادة في عدد الحالات. وشهدت إفريقيا، التي تتميز بانخفاض معدلات التطعيم، قرابة نصف الحالات الخطيرة.

وفيات رغم انخفاض بسيط

على الرغم من انخفاض الوفيات بنسبة 8% في عام 2023، إلا أن 107,500 شخصًا فقدوا حياتهم، معظمهم أطفال دون سن الخامسة. وتمكنت الدول ذات الأنظمة الصحية المتطورة من تقليل معدل الوفيات بفضل توافر الرعاية الصحية والتغذية الجيدة.

الوضع في إسرائيل

سُجلت زيادة مقلقة في حالات الحصبة في إسرائيل، خاصة بين المجموعات غير المُطعّمة. وشهدت المناطق مثل القدس وبيت شيمش تفشيًا واسعًا، خصوصًا في المجتمعات الحريدية ذات معدلات التطعيم المنخفضة. كما تم تسجيل العديد من الحالات بين السكان البدو في الجنوب بسبب العوائق في الوصول إلى خدمات الصحة والتطعيم.

جهود وتحديات

أعلنت وزارة الصحة عن خطوات لتعزيز الوعي، بما في ذلك حملات تطعيم موجهة للمجموعات الأكثر عرضة. ومع ذلك، يظل التحدي كبيرًا، لا سيما مع المجموعات التي يصعب الوصول إليها أو التي تتبنى مواقف معادية للتطعيم.

الحصبة: مرض يمكن القضاء عليه

رغم كون الحصبة من أكثر الأمراض فتكًا، إلا أنها واحدة من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بفعالية. أنقذ لقاح الحصبة، الذي تم تطويره قبل أكثر من 50 عامًا، ملايين الأرواح، ويُعتبر الأداة الأكثر فاعلية لمنع انتشار المرض. ومع ذلك، تحذر المنظمة من أن الهدف العالمي للقضاء على الحصبة بحلول عام 2030 في خطر بسبب التغطية الجزئية للتطعيم.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]