تواصل أزمة تصدير السيارات التركية إلى إسرائيل تعميق تأثيرها على السوق، حيث أعلنت شركة "رينو"، إحدى أكبر شركات السيارات الأوروبية التي تعمل في تركيا، عن توقف شحن طرازات معينة إلى إسرائيل. في الأيام الأخيرة، أُزيلت طرازات "رينو كليو" و"غراند كوبيه" من موقع الوكيل الإسرائيلي، حيث أشير إلى أحد الطرازات بأنه "نفد من المخزون"، بينما تم تحويل الطراز الآخر إلى نموذج مستقبلي لم يُطرح بعد.

تُعد هذه الخطوة جزءًا من أزمة أوسع بدأت قبل ستة أشهر، عندما أوقفت ثلاث شركات سيارات كبرى - تويوتا، هيونداي، ورينو - شحن سياراتها من تركيا إلى إسرائيل. ووفقًا للبيانات، كانت هذه الشركات تعتمد على مصانعها المزدهرة في تركيا لتصدير آلاف السيارات إلى السوق الإسرائيلية، إلا أن الوضع تغير جذريًا. توقفت هيونداي عن التصدير تمامًا، وتعطلت شحنات رينو، بينما بقي طراز "تويوتا CHR" فقط متاحًا نتيجة لتخزين كميات كبيرة منه مسبقًا.

حجم التصدير 

تشير بيانات منظمة مصنعي السيارات التركية إلى حجم الأزمة، حيث صدّرت "رينو" وحدها حوالي 160,000 سيارة من مصانعها في تركيا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، لكن لم تصل أي منها إلى إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة. هذا التوقف يترك فجوة كبيرة في سوق السيارات الإسرائيلية، خاصة في قطاع السيارات المدمجة والاقتصادية، الذي كانت الطرازات التركية تلعب فيه دورًا رئيسيًا.

ومع ذلك، وجدت السوق الإسرائيلية طرقًا للتكيف مع الوضع. شهدت الأشهر الأخيرة زيادة كبيرة في استيراد السيارات من تركيا عبر وسطاء أوروبيين. مئات الطلبات طالت سيارات مثل "هيونداي i10" و"تويوتا كورولا"، التي يتم شراؤها من وكلاء في أوروبا ثم تصديرها إلى إسرائيل. هذا الاتجاه يُبرز التحديات التي يواجهها السوق المحلي، حيث تدخل السيارات التركية إلى إسرائيل عبر قنوات غير مباشرة وبأسعار مرتفعة، مما يضيف تعقيدات إضافية للمستهلكين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]