الأمر الذي يدعو إلى الغرابة ليس استشهاد يحيى السنوار، بل الغريب جدًا والأشبه بالمعجزة عدم اغتياله أو اعتقاله حتى الآن بعد مرور أكثر من عام على استهدافه وملاحقته في بقعة صغيرة جدًا، في ظل استمرار حرب الإبادة التي أدت إلى أكثر من 150 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، وتدمير البنية التحتية ومعظم المنازل وتشريد سكان غزة وتعريض لحياتهم للخطر، وعلى الرغم من اللجوء إلى أفضل وحدات وأدوات الملاحقة في العالم التي استخدمت كل الأساليب المتقدمة من الطائرات والمسيّرات والأقمار الصناعية، إلى أحدث طائرات التجسس التي ترصد الحرارة وبصمة الصوت والعين على الأرض وفي باطنها.
جاء استشهاد السنوار كما أراد مقاتلًا مع زملائه المقاتلين حتى اللحظة الأخيرة، وليس كما كان يدعي الاحتلال بأنه كان مختبئًا في الأنفاق ومحاطًا بالأسرى أو الأهالي بوصفهم دروعًا بشرية، وأنه يلبس ملابس النساء لكي لا يُعرَف، وأنه يبحث عن صفقة تؤمن له ولأسرته مغادرة قطاع غزة بأمن وسلام.
[email protected]
أضف تعليق