د. نزار حوراني - مدير قسم الاعصاب والجلطات الدماغية في المركز الطبي تسفون: "ارتفاع في عدد الحالات التي تستدعي العلاج وأضرار بالغة للجهاز العصبي ومخاطر صحية ونفسية كثيرة"
*"توفر غاز الضحك وسهولة الحصول يزيد من رواجه ويجب محاربة هذه الظاهرة الخطيرة"
غاز الضحك، المعروف أيضاً باسم أكسيد النيتروس، هو غاز يتمتع بخصائص مخدرة ويستخدم في بعض الحالات الطبية والتخدير. في السنوات الأخيرة، زاد استخدام غاز الضحك بين الشباب كبديل للمخدرات، مما يثير القلق بشأن تأثيره على الصحة النفسية والجسدية، ويجب التعامل مع هذه الظاهرة بحذر شديد خاصة وأننا بتنا نلمس ارتفاعاً وزيادة في عدد الحالات التي تستدعي تلقي العلاج. هذا ما يؤكده د. نزار حوراني، مدير قسم الاعصاب والجلطات الدماغية في المركز الطبي تسفون، حول انتشار هذه الظاهرة المقلقة، ويضيف: "غالباً ما يحصل الشباب على غاز الضحك بطرق غير قانونية وغير آمنة، مما يعرضهم لمخاطر صحية كبيرة، خاصة في ظل سهولة الحصول عليه. في بعض الأحيان، يتم بيع عبوات غاز الضحك كجزء من أدوات ومكملات الطهي والحلويات مثل "كريمات الخفق" أو "أنابيب النيتروس". تستخدم هذه العبوات عادةً في تحضير الكريمة المخفوقة، لكن يتم إساءة استخدامها لاستنشاق الغاز. كذلك قد يكون الغاز متاحاً في متاجر بيع الأدوات الطبية، حيث يُستخدم بشكل قانوني في بعض الحالات الطبية والتخدير، كما توجد العديد من المتاجر الإلكترونية التي تبيع غاز الضحك دون قيود مشددة، مما يسهل على الشباب شراؤه دون التحقق من السن أو الغرض من الاستخدام. كذلك يمكن الحصول على غاز الضحك من السوق السوداء أو من خلال منصات البيع غير القانونية عبر الإنترنت، ويتم تبادل الغاز بين الأصدقاء وإساءة استخدامه ونقله من شخص إلى آخر بطريقة غير قانونية. مهما اختلفت طريقة الحصول عليه، تكون التأثيرات السلبية على الأعصاب والمخ بالغة بالإضافة إلى باقي الأضرار الصحية والنفسية، والتي تستدعي اتخاذ تدابير وقائية وعلاجية مناسبة. التثقيف والتوعية بشأن المخاطر المحتملة واستخدام أساليب علاجية فعالة يمكن أن تساهم في حماية الشباب. مؤخرا وصلتنا إلى المركز الطبي تسفون حالات لشبان وشابات عانوا من انعكاسات خطيرة بعد استعمالهم غاز الضحك، ونجحنا في تقديم العلاج اللازم لهم، ونحمد الله على ذلك لكن يجب أن نتذكر المقولة "مش كل مرة بتسلم الجرة".
مخاطر استعمال غاز الضحك على المدى القريب والبعيد
الدوار وفقدان التوازن: يؤدي استنشاق غاز الضحك إلى تأثيرات مؤقتة تشمل الدوار وفقدان التوازن، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالحوادث.
النعاس والهذيان: يمكن أن يتسبب الغاز في حالة من النعاس والهذيان، مما يعيق القدرة على التركيز واتخاذ القرارات السليمة.
مشاكل في الجهاز العصبي: الاستعمال المتكرر للغاز قد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز العصبي، بما في ذلك تأثيرات سلبية على الذاكرة والقدرة على التفكير بوضوح.
نقص فيتامين ب12: يمكن أن يتداخل غاز الضحك مع امتصاص فيتامين ب12 في الجسم، مما يؤدي إلى مشاكل عصبية مثل التنميل وفقدان الشعور.
تأثير غاز الضحك على الأعصاب والمخ
التأثير على الأعصاب المحيطية: الاستعمال المفرط يمكن أن يسبب تلف الأعصاب المحيطية، مما يؤدي إلى شعور بالخدر والتنميل في الأطراف.
تأثيرات على التوصيل العصبي: يمكن أن يؤثر الغاز على توصيل الأعصاب، مما يسبب مشاكل في التنسيق والحركة.
تأثيرات على الأداء الإدراكي: يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط إلى تدهور الأداء الإدراكي، بما في ذلك صعوبات في التركيز والانتباه.
تغيرات في المزاج: يمكن أن يتسبب الغاز في تقلبات مزاجية، مما قد يساهم في تطور مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب.
أضرار صحية إضافية محتملة
مشاكل في الجهاز التنفسي: استنشاق الغاز قد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي، مثل صعوبة التنفس أو السعال.
تسمم حاد: في الحالات القصوى، قد يؤدي استنشاق كميات كبيرة من الغاز إلى تسمم حاد قد يتطلب العلاج الفوري.
إدمان سلوكي: رغم أنه ليس من السهل أن يصبح غاز الضحك إدماناً بالمعنى التقليدي، إلا أن الاستخدام المتكرر قد يؤدي إلى تبعية سلوكية ويزيد من الاعتماد على المواد المؤثرة.
سبل العلاج
العلاج الدوائي: قد يتطلب العلاج الدوائي لتعويض نقص فيتامين ب12 وتخفيف الأعراض العصبية.
العلاج التنفسي: في حالات التسمم، قد يكون من الضروري تلقي العلاج في المستشفى لتحسين التنفس وإزالة الغاز من الجسم.
الدعم النفسي والعلاج السلوكي: يمكن أن يكون العلاج النفسي مفيداً في معالجة المشكلات النفسية المرتبطة بالاستخدام المفرط لغاز الضحك، مثل القلق والاكتئاب.
التوعية: زيادة الوعي حول المخاطر المرتبطة باستخدام غاز الضحك وتقديم المشورة للشباب حول العواقب الصحية والاجتماعية يمكن أن يساعد في الحد من الاستخدام غير المبرر.
[email protected]
أضف تعليق