يسود القلق صفوف المقدسيين في اعقاب تصاعد سياسة هدم منازلهم بحجة عدم الترخيص واجبارهم على هدم منازلهم ذاتيا.
ويرى المقدسيون ان هذه السياسة ترمي الى اجبارهم الى مغادرة المدينة والسكن اما خارج جدار الفصل العنصري او في مناطق الضفة الغربية مما يشكل خطورة على فقدان هويتهم الزرقاء.
ويشتكى المقدسيون من ان بلدية القدس لا تمنحهم التراخيص للبناء وتضع العراقيل امامهم مما يضطروا الى البناء بدون ترخيص.
وتجبر السلطات الاسرائيلية المقدسيين، على هدم منازلهم ذاتيا بحجة عدم الترخيص، ومن يرفض هذا الإجراء تقوم الجرافات الاسرائيلية بهدم المنزل وفرض تكاليف باهظة على المالك.
تسارع غير مسبوق
ويقول حاتم عبد القادر امين الهيئة الاسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات ان هدم منازل المقدسيين يشهد تسارعا غير مسبوق منذ بداية العام الجاري مشيرا الى ان السلطات الاسرائيلية هدمت عشرات المنازل والمنشات او اجبرت اصحابها على هدمها بحجة عدم الحصول على تراخيص.
وراى ان عدم حصول المقدسيين على تراخيص بناء والتي انتعهم البلدية من الحصول عليها هي ذريعة توظفها اسرائيل لتحقيق اهداف سياسية من اجل تهجير المقدسيين وتفريغ مدينتهم واحداث خلل قي الميزان الديموغرافي لصالح الوجود الاستيطاني في المدينة المقدسة.
واشار عبد القادر الى ان تسارع هدم منازل المقدسيين يتزامن مع تصاعد وتيرة المشاريع الاستيطانية الجديدة وبناء الاف الوحدات الاستيطانية في مختلف انحاء المدينة.
و أجبرت السلطات الاسرائيلية امس الاحد، المواطن المقدسي أحمد عليان على هدم منزله ذاتيا في بلدة بيت صفافا، جنوب شرق القدس، بحجة البناء دون ترخيص علما ان المنزل يؤوي خمسة أفراد.
ووفقًا لإحصائيات صادرة عن منظمة "عير عميم"، الاسرائيلية اليسارية التي تراقب هدم المنازل في القدس فقد شهدت القدس الشرقية منذ بداية العام الحالي زيادة ملحوظة في عدد عمليات الهدم، حيث تم تسجيل 190 عملية هدم استهدفت 132 منزلاً.
وتشير الإحصائيات إلى أن هذا الرقم قد شهد تصاعدًا كبيرًا بعد السابع من أكتوبر، ليصل عدد عمليات الهدم الإجمالي إلى 257 عملية، منها 179 منزلاً تم هدمها بالكامل.
وتقول المنظمة ان هذه الأرقام تعكس ارتفاعًا واضحًا في وتيرة الهدم بالمدينة، مما يثير القلق بشأن تأثير هذه الإجراءات على السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية، خصوصًا في ظل التوترات المتصاعدة والضغوط السياسية في المنطقة.
واقتحمت طواقم البلدية برفقة قوات شرطية اليوم حي البستان ببلدة سلوان وعلم ان المواطن جواد أبو رموز تسلم أمرهدم إداري.
هجمة ممنهجة
ويقول ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن دولة الاحتلال تصعّد من هجماتها التدميرية الممنهجة في محافظة القدس، حيث تتزايد عمليات الهدم والتجريف منذ مطلع شهر أيلول الجاري بشكل ملفت، في مؤشر صارخ على تصاعد حملة الاسْرَلة الهادفة إلى اقتلاع الوجود الفلسطيني الأصيل من عاصمة الدولة الفلسطينية.
وأشار دلياني إلى أن دولة الاحتلال تواصل تسويق ذريعة "البناء دون ترخيص" لتبرير جرائمها ضد أبناء القدس، في الوقت الذي تتعمد فيه تقليص منح التراخيص اللازمة للمقدسيين بشكل حاد، ضمن سياسة خنق وتهميش الوجود الفلسطيني في المدينة.
وأوضح أن هذه الذريعة المضللة تهدف إلى تنفيذ مخططاتها الأسْرَلة الاستعمارية التي تسعى إلى تغيير الطابع الديموغرافي للمدينة.
[email protected]
أضف تعليق