لأوّل مرّة، تطلق وزارة الصحّة حملة لمنع الانتحار، التي تم نشرها اليوم (10.9) بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار. الحملة، التي تم التخطيط لها في بداية عام 2023، موجّهة للرجال ولأفراد عائلاتهم، وتركّز على الصعوبات التي يواجهها الرجال في التحدّث عن المصاعب والضائقات التي يواجهونها وتشجّعهم على مشاركة مشاكلهم مع الأصدقاء وأفراد العائلة. الحملة تسلّط الضوء على أهمية مساعدة الرجال، حيث أن معدّلات الانتحار أعلى بين الرجال. وفقًا لبيانات وزارة الصحة، ينتحر حوالي 400 رجل في إسرائيل من بين 500 شخص سنويًا.
تشير الأبحاث العالمية والمحلّية إلى أن الصعوبة في الكشف عن الضائقة النفسية وطلب المساعدة تزيد من خطر الانتحار. لذلك، ولمنع الأذى، هناك أهمية كبيرة في مشاركة المشكلة مع شخص قريب وطلب المساعدة.
الحملة تعرض علامات الاكتئاب لدى الرجال وتوجيهات حول كيفية التصرف عند التفكير بالانتحار، وتشدّد على أهمية السؤال المباشر بشأن الانتحار وتقديم توجيهات حول كيفية طرح الأسئلة في هذا السياق.
بالتوازي مع التوجّه المباشر للرجال، تبرز الحملة أهمية تدخّل العائلة والأصدقاء للتعرّف على علامات التحذير والتدخل في الوقت المناسب. الحملة تقدّم أدوات عملية، بما في ذلك كيفية إجراء حوار صريح ومتعاطف مع الشخص في ضائقة، وكيفية التحدث بشكل مباشر وصريح حول الانتحار، وكيفية تشجيع الشخص على طلب العلاج المناسب.
وفقًا للبيانات، ينتحر حوالي مليون شخص سنويًا حول العالم. نحو 78% من حالات الانتحار في إسرائيل والعالم الغربي هم من الرجال، حيث أن معدّل الانتحار بين الرجال أعلى بأربع مرّات منه بين النساء، وظل هذا الفرق ثابتًا خلال العقد الماضي. في إسرائيل، يُعدّ الانتحار السبب الثاني للوفاة بين الرجال الشباب (18-25 عامًا)، إذ تمثّل حوالي 20% من وفيات هذه الفئة العمرية. في الفئة العمرية 25-44 عامًا، 15% من الوفيات تحدث نتيجة للانتحار.
إضافة إلى ذلك، في حين يبلغ معدّل الانتحار في إسرائيل 6.4 لكل 100,000 من السكان، يصل معدل الانتحار بين الرجال المسنّين (65 عامًا فما فوق) إلى حوالي 20 لكل 100,000، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف ونصف المعدّل العام.
ويقول وزير الصحة، أوريئيل بوسو: "تضع وزارة الصحة على رأس أولوياتها الصحة النفسية وتعزيز المناعة النفسية. نحن نستثمر جهودًا وموارد كبيرة في معالجة هذا الموضوع، ففي إسرائيل يتم تسجيل حوالي 500 حالة انتحار سنويًا وحوالي 6,000 محاولة انتحار. هذه أرقام مذهلة، ويمكننا تقليل عدد الحالات من خلال تعزيز الوعي بهذه الظاهرة الخطيرة والطرق التي يمكن بها الحدّ منها".
المدير العام لوزارة الصحة، موشيه بار سيمان طوف يقول: "نحن نرى أهمية كبيرة في تعزيز مجال الصحّة النفسية وتعميق الوعي بموضوع منع الانتحار. كمجتمع، يمكننا التأثير على حياة الأفراد إذا عرفنا ما هي العلامات التي يجب أن نكون يقظين لها، وإذا استطعنا أن نقدّم الدعم لكل من يحتاج. نحن نستثمر كثيرًا في مجال الصحّة النفسية ونعمل على تعزيز الوعي بأنه من المهم طلب المساعدة والدعم النفسي عند الحاجة".
من جهتها قالت مديرة وحدة منع الانتحار في وزارة الصحة، ياعيل فومرنتس: "كل واحد منّا يمكنه أن يمنع حالة انتحار، أن يكتشف، يشجع ويساعد الأشخاص المعرّضين لخطر الانتحار في محيطه. تعكس الحملة قوّتنا كمجتمع بأن نكون داعمين لبعضنا البعض، ونساعد الأشخاص في الضيق وندعو الجميع للانضمام إلى الجهد الوطني لمنع حالات الانتحار. تعمل الخطة الوطنية لمنع الانتحار بجدية لتقليل حالات الانتحار في إسرائيل بالتعاون مع شركائها من مجالات الصحّة والطب، المجلس الوطني لمنع الانتحار، صناديق المرضى، حوالي 200 سلطة محلية، وسبع وزارات حكومية".
إذا كنتم تعرفون شخصًا في محيطكم يعاني من أزمة نفسية وقد يكون في خطر، لا تتردّدوا في التحدث معه وتشجيعه على طلب المساعدة المهنية، مع التأكيد على أهمية هذا الأمر.
حاولوا مساعدته في التوجه إلى أخصائيين في المجتمع أو إلى جهات دعم وطنية مثل جمعية الخدمة النفسية (" ער"ן") عبر الهاتف على الرقم 1201 أو من خلال موقع الإنترنت الخاص بـ "סה"ר"
[email protected]
أضف تعليق