بقلم: سري القدوة
وتستمر الممارسات التهويدية وتتصاعد في الذكرى الـ55 لإحراق المسجد الأقصى في مدينة القدس، وإن هذه الجريمة التي تمت على يد المتطرف مايكل روهان، في 21 أب 1969 ما تزال مستمرة وهي التي أسست لكل الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها الأقصى بما فيها الاقتحامات الممنهجة التي تطورت في الآونة الأخيرة كما ونوعا، فضلا عن تكثيف الحفريات تحته وفي محيطه بينما تتصاعد في قطاع غزة جرائم الإبادة الجماعية في مشهد ليس له وصف او مثيل ولم يشهده العالم من قبل .
جريمة إحراق الأقصى من الجرائم الاسرائيلية التي تستهدف هوية وتاريخ مدينة القدس الحضاري والديني وعمليات التهويد المستمرة فشلت ولن تنجح في طمس حضارتها وعراقتها الإسلامية، فشعبنا الفلسطيني في جميع أماكن وجوده بوحدته ومقاومته سيظل صامدا مدافعا عنها بكل الوسائل حتى تحرير كافة الأراضي الفلسطينية وعلى رأسها درة التاج مدينة القدس.
الحكومة الاسرائيلية تستمر في دعم مستوطنيها ومليشياتهم المتطرفة من خلال برامج تدعم العنصرية والتطرف وتقوم بتدنيس واقتحام المسجد الأقصى المبارك وان كل تلك الممارسات والمخالفات لن يمنحها شرعية أو سيادة على شبر من هذه الأرض المباركة، وستفشل كل مخططاتهم ومؤامراتهم على صخرة صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته وأصالة المرابطين الصامدين في المسجد الأقصى الذين يدافعون عن شرف الأمة وكرامتها، وأن شد الرحال إليه هو فضيلة دينية ثابتة وضرورة أخلاقية وسياسية وقومية ووطنية في أعناق كل المسلمين وليس للفلسطينيين وحدهم ويجب التمسك بهذا الحق للحفاظ على وحدة الموقف العربي والإسلامي وتدعيم الصمود الفلسطيني في القدس.
الحكومة الاسرائيلية المتطرفة تمارس جرائم حرب الإبادة الجماعية في انتهاك واضح لكل القرارات الدولية وترتكب الممارسات الإرهابية وأن اسرائيل تبقى صورة بشعة لا تمت بصلة للإنسانية وكرامتها، وأن شعبنا الفلسطيني الصامد الصابر لا بد له أن ينال حقه كاملاً، وأن يسترد أرضه وعاصمتها القدس، ويطوي صفحة الاحتلال العنصري الفاشي بلا رجعة.
الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده يقف وقفة رجل واحد من اجل الدفاع عن القدس والأقصى المبارك وحمايته من خطر الاستيطان والتهويد، وأن القدس ستبقى عنوان الصراع مع اسرائيل وبوصلة الشعب الفلسطيني النضالية ولن تنال المؤامرات الاسرائيلية من شعبنا الصامد والذي يؤمن بحتمية الانتصار ويستعد للتضحية والصمود البطولي إمام هجمات الجيش الاسرائيلي وقطعان المستوطنين والتي يحاولون من خلالها إشعال الحرب الدينية في المنطقة.
السياسة الاسرائيلية وانتهاكاته للوضع القانوني والتاريخي الراهن للأماكن الدينية في القدس واحدة، إذ تصاعدت عمليات الاعتداءات على الكنائس والأديرة ورجال الدين والممتلكات والمقابر المسيحية في محاولة لمحو طابع المدينة العربي والإسلامي والمسيحي الأصيل مما بات يشكل خطورة على المستقبل ومشاريع تهويد القدس والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية وان ذلك يتم بإشراف وتنفيذ ومتابعة وتبني من قبل مسؤولين رسميين في الحكومة الاسرائيلية.
المجتمع الدولي وخاصة الأمم المتحدة والأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم مدعوين إلى تحرك فاعل وجاد لوضع حد لجرائم اسرائيل في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك والتدخل العاجل لكبح جماح إسرائيل ومنظماتها الاستيطانية والدينية التي تسعى إلى تفجير الصراع الديني في المنطقة ولا بد من سرعة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية.
[email protected]
أضف تعليق