صدر الديوان عن دار الجندي في حزيران 2024، ويقع في 153 صفحة، ويضم بين دفتيه إحدى وثلاثين قصيدة. كتبت الشاعرة وأبدعت في مواضيع متعددة، وتناولت القضايا الإنسانية والاجتماعية والوطنية، كما ويظهر في أفكارها عمق فلسفي.
الدكتوره سناء باحثه اجتماعيه وناشطه اجتماعيا واكاديميا ورئيسه لاكثر من ملتقى وعضو بأكثر من لجنة يضيق المجال عن ذكرها هنا، لها كثير من المؤلفات اهمها ترجمه لحياة الشاعره الفلسطينيه انيسه درويش.
في ديوانها هذا تناولت اكثر من موضوع ودارت باكثر من محور، نقلت اللغه بطريقه جميلة بليغة تدل على تمكن الشاعره من اللغة، واستعملت اللغه البليغة بالعبارات الراقية يلذ المتلقي بقراءتها ويستزيد أكثر وأكثر ....المشاعر جياشه غنية مليئة بكل شيء فهي غنيه بالحزن، ففي قصيدة "عد يا صغيري" لحبيبها وفقيدها الراحل ابنها سكبت ذوب قلبها ويا له من سكب حزين قاسي مليء باللوعه وما استطاعت صدق الكلمات والمشاعر إلا أن تزيدها عمقا ولوعة وإبداع صادق ...رثاء ولكنه مجبول بالدمع والدم والألم والقهر والشكوى من أعماق الأعماق فكأني اقرأ للخنساء في رثاء اخوانها .
كتبت للقدس فزادت جمال القدس جمالا .....كتبت عن الاسطورة ولا أظن إلا أن الدكتورة سناء هي الأسطوره المقدسية في صمودها وصلابتها وصبرها وتفوقها على بنات جيلها ...ومركزها الاجتماعي الاكاديمي الوظيفي يشهد لها بذلك.
كتبت عن الغربة ..غربة الإخوان وافتقاد الصدر الحنون بالأعياد والاحتياج الشخصي ....بينما هم يتوزعون بالمنافي .... كتبت عن الحب ...وكتبت عن الكبرياء ...وهل يجتمع الحب والكبرياء ؟؟؟. لا اعتقد وخصوصا بقانون الدكتوره سناء ... كتبت في كل شيء كأنه كل شيء وكأنه لاشي.....كتبت بحب وهجرت الكتابه بحب وعادت اليها بحب ... كلماتها بليغة وأنيقة والصور الشعرية كثيرة وخصوصا تهكمها على الأعرابي ...والعباءة . لم نعد في شعر التفعيلة لأنه ثقيل قديم وأغلب أبناء جيلنا لا يستسيغونه وكفانا من عشرات بل مئات الشعراء الذين كتبوا بالقديم ... فدعونا نسبح في بحار وجمال وعذوبة كلمات الدكتوره سناء وموسيقاها الشعريه وأحاسيسها الجياشة وأدبها الجم لنستمتع مثلما استمتعت انا ....فعلا استمتعت انا.
وأعود باحثا عن جمال العبارات في ديوان الدكتوره سناء العطاري بعدما غرفت من قبل حفنة بل حفنات من الجمال والابداع فأدرك من تسميته وشاح البنفسج ما قصدته أديبتنا ...فالوشاح أو الرداء أو البرنس أو الكاب تظل كلها ملابس الملكات والأميرات ...وهي كذلك والبنفسج أيضا حين خضت بين دفتيه اصطدمت بالورد وحاصرني الياسمين ثم ناداني النرجس ...وترنحت بين الأزهار وتعطرت بالفل وتذكرت عطر شتلة ليلة القدر في بستان بيتي وإذا بي أشمه من خلال كلماتها ومعانيها وتغنيها كما بقصيدة ...في كل عام .. او قصيدة ...الانتظار يطول ..او ...امنحني في قلبك الامان ....فأذوب ... وأواصل قراءتي لألذ فكري اكثر واستزيد من عبير هذا البستان بوروده المختلفة وبنفسجه باحثاً عن أسماء وأوصاف أخرى للورد ببستان شاعرتنا ولكنني أصطدم بشوكه ...شوكه صبارية ضخمة كادت تدمي اصابعي من لمسها وتفقأ عيني ..إنها جروح الوطن ...وجروح الفقد.. والألم الإنساني في صوره المتعددة.
ختاما فإن شاعره كالدكتورة سناء العطاري من حبها وإعجابها بشاعرة الوطن أنيسة درويش أو السندريلا كما وصفتها وأعدت دراسة وافية عن شعرها وعن حياتها بل وكانت دكتورتنا سناء من ضمن الطاقم الذي شارك ورتب وحضر واقترح ورشح تكريم الشاعره أنيسه درويش واهدائها جائزة القدس للثقافه والابداع ....وليست هذه باكثر من تلك ......من باب رد الجميل سيأتي يوما من سيقدم للدكتورة سناء ما تستحقه من التكريم والاستحقاق لأن شاعراتنا واديباتنا كالدكتوره سناء العطاري والشاعره انيسه درويش والشاعره فدوى طوقان وكم أعداد قليلة من الشاعرات وحاملات للواء الأدب النسوي أقل ما نقدمه لهن هو إسناد استحقاقهن للجوائز والدروع والتكريم اللواتي هن أهل له .....
بقلم: الدكتور نعيم عبده جويلس
عضو اتحاد الكتاب والادباء الفلسطينيين
عضو مجموعة الساده الاشراف
مدير مكتب الاتحاد الدولي للكتاب العرب فرع القدس
[email protected]
أضف تعليق