قامت جمعية أطباء لحقوق الإنسان بزيارة تضامنية إلى بلدة علار قضاء طولكرم كجزء من مشروع العيادة النسائية المتنقلة. خلال الزيارة، قدمت الجمعية خدمات علاجية للنساء في مقر جمعية الأمل الخيرية بادراة الدكتور نصوح بدران، وتم فحص 154 سيدة في مجالات طب الأسرة والأعصاب والنفس والعلاج الطبيعي والعظام والوخز بالإبر.
بدوره رحب الدكتور بدران بالمبادرة التي تقوم عليها منذ سنوات إنتصار خروب، مسؤولة التوجهات الطبية النسائية في العيادة المتنقلة لجمعية أطباء لحقوق الإنسان، موضحا أن الصحة النفسية الفلسطينية تعيش أحلك ظروفها بفعل الحرب التي تجاوزت 300 يوما دون وجود أي حل سياسي في الافق "الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة العامة، وتتأثر بالضغوطات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية. كما ترتبط بمؤشرات الفقر، وظروف العمل، والتمييز القائم على الجنس، ومخاطر العنف، واعتلال الصحة البدنية، وانتهاكات حقوق الإنسان. بالنسبة للمجتمع الفلسطيني، تتفاقم هذه العوامل نتيجة الاحتلال المستمر منذ 57 عاماً، مما يزيد من المعاناة النفسية للأفراد والمجتمعات".
تواجه الفلسطينيات في الضفة الغربية تحديات متعددة تهدد صحتهن وكرامتهن، بما في ذلك صعوبات في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية والتعرض للاضطهاد المستمر. وفي ظل هذه الظروف، تلعب العيادة النسائية المتنقلة دورًا حيويًا في تقديم خدمات الرعاية الأولية وتعزيز الوعي الصحي، خاصة للنساء. ومع ذلك، يواجه طاقم العيادة صعوبات في الوصول إلى المناطق النائية، مما يفاقم أزمة الرعاية الصحية.
تقدم العيادة المتنقلة خدمات الرعاية الأولية وتساهم بشكل حيوي في تعزيز الوعي الصحي، خصوصًا بين النساء اللاتي يحتجن إلى هذه الخدمات بشكل خاص. ومع ذلك، يواجه طاقم العيادة صعوبات كبيرة في الوصول إلى المناطق المستهدفة، خاصة منذ بداية الحرب التي دخلت شهرها العاشر. في ظل الأزمة الصحية والإنسانية الراهنة في الضفة الغربية، تشكل العيادة النسائية المتنقلة شريان حياة أساسي للتجمعات النائية التي تفتقر إلى الرعاية الطبية الضرورية.
كما أوضحت خروب التي تعمل في فريق أطباء لحقوق الانسان منذ 14 عاما، "توفير الخصوصية والسرية للنساء اللاتي يشعرن بعدم الارتياح هو أمر أساسي، لأنه يعزز من الوعي والتثقيف حول الصحة النسائية، ويشجع النساء على تبني سلوكيات صحية مثل إجراء الفحوصات الدورية". وفي مناطق النزاع مثل الضفة الغربية، يعد توفير الإرشاد الصحي للنساء أمرا حيويا. وتسهم هذه الخدمة في تلبية احتياجات النساء الصحية وتعزيز الوعي بأهمية الفحوصات الوقائية والعلاج المبكر للأمراض.
أوضحت المتطوعة في العيادة النسائية المتنقلة، أورنا شور، خبيرة علم النفس العلاجي، أنها في كل زيارة ضمن يوم الطب النسائي تستمع وترشد حوالي ست نساء يوميًا. وذكرت نجاحات حققتها مع بعض الحالات، وآخرها امرأة عزباء، زارتها لأول مرة قبل شهر في القرية. كانت تعاني من القلق والارتعاش وقضم الأظافر، وتعتمد سابقًا على الشعوذة والعرافات لحل مشاكلها. بعد تقديم تمارين فسيولوجية محددة، تحسنت حالتها بشكل ملحوظ. في زيارة لاحقة، جاءت والدتها لتعبّر عن شكرها وأكدت أن التمارين اليومية ساعدتها بشكل كبير، وأظهرت يديها وأظافرها المرتبة كدليل على تحسنها.
[email protected]
أضف تعليق