المحطّة قبل الأخيرة للحافلة رقم 167، لم تكن مجرّد محطة اسوء بباقي المحطّات. كانت محطّة حارقة كلهيب آب، مؤلمة دامية. لا تزال الصّرخات تملأ المحطّة ومحيطها، وسماء شفاعمرو بكافّة ازقتها، شوارعها، احياءها، تلالها، قلعتها والرّصاصات القاتلة الحيّة التي فجرت الهدوء المطلق، الذي كان يخيّم على الاسرة الشفاعمرية الوادعة، والتي عُرفت باستقرارها وامنها، التي أطلقها الجندي ناتن زادة، بصورة عشوائية، اسكتت نبضات قلوب أربعة من أبناء اسرتها الأبرياء وكان ذنبهم انّهم استقلوا الباص للعودة الى ذويهم بعد يوم عمل شاق، من اجل توفير لقمة العيش الكريمة.
الحادثة التراجيديّة هزّت مشاعر البلد والمنطقة، واحدثت ضجّة وتغطية إعلامية، ردود فعل على اعلى المستويات، وقوبلت بموجة من الاستياء العارم. لا شك انّها ولدت وفرضت واقع جديد له ابعاده وانعكاساته، وستبقى هذه المحطّة محطّة للتأمل والغوص عميقًا ومطولا، لها مكانتها وابعادها لا يمكن ان تغيب عن الذّاكرة وتحديدًا لعائلات الّضحايا الذين يوجّهون لأبناء بلدهم والمنطقة في كل ذكرى، الدّعوة للمشاركة في احياء ذكراهم التقليديّة التي تُقام في دوّار الشهداء يوم الاثنين، الخامس من آب القادم، الذي لم يشهد مشاركة واسعة خلال السّنوات الأخيرة، الأمر الذي اثار غضبهم واستياءهم الشّديد.
لا شكّ، انّ هذه الحادثة ستظل عالقة في الذّاكرة والقلب أبد الدّهر.
[email protected]
أضف تعليق