قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن الحقيقة هى أن الله تعالى هو الخالق، وأن الله تعالى هو المدبر، وأنه لا يكون في كونه إلا ما أراد، وأنه سبحانه وتعالى فعال لما يريد، وأنه لا يسئل عما يفعل وهم يسألون، وأنه سبحانه وتعالى هو الخالق، البارئ، المصور، الرزاق، وأنه هو النافع الضار.

وأوضح علي جمعة، في بيان له، أنه لا يكون في هذا الكون شيء إلا بمشيئته وبقدرته، وأن بمعرفة ذلك يصل الإنسان إلى مرحلة التسليم والرضا، ويصل إلى مرتبة “إن لم يكن بك على غضب فلا أبالى”.

وأضاف أن شعار المؤمن يعتقد أن: فليكن ما يكون وهذا عن قوة “فالمؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفى كل خير”، فهو لا يترك نفسه ك ريشة في مهب الريح، بل إنه مسلم أمره لله؛ لأن التسليم لله سبحانه وتعالى يصل بالإنسان إلى الراحة وإلى الهدوء وإلى قبول المجريات على ما كانت.

وأردف مفتي الجمهورية السابق أن المسلم يفعل كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فرسول الله لم يسكن بل جاهد في سبيل الله باللسان والسنان، وعندما خرج إلى أحد خالف بين درعين ولم يسقط العمل لأنه يعلم {والله يعصمك من الناس}، متسائلا: فمن الذي يستطيع أن ينال منه؟ لا أحد.

واختتم الدكتور علي جمعة بيانه، بأن النبي خالف بين درعين وقال: (لو أنكم كنتم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما ترزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا) فهل تغدو وتروح أم هى جالسة في أوكارها؟ تغدو وتروح، إذن نعمل ولكن مع الرضا التام والتسليم الكامل فإن الرضا والتسليم قوة.

معنى حديث العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الله سبحانه وتعالى يريد من المؤمن أن يكون فى سلام مع نفسه وأن يكون فى سلام مع من حوله وأن يكون فى سلام مع من فى الأرض جميعا .

وتساءل فضيلة المفتي السابق: “فما هو السلام مع النفس؟ ليقول إن السلام مع النفس يكون أولا: الصلاة، تحافظ على الصلاة، تجد روحك فى سلام مع نفسك؛ إذا ما أديت الصلاة كما أمرك الله {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا}”.

وأضاف جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن إقامة الصلاة هى أول تنظيم بينك وبين نفسك، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة"، فينبغى عليك أن تفهم مراد الله ومراد رسوله من كلامه "العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر"، قال العلماء عبر بالفعل ولم يعبر بالإسم، فلم يقل "فهو كافر" بل قال "فقد كفر"، فما الفرق بين التعبير بالفعل؟ قال الفعل يفيد التجديد والتعبير بالإسم يفيد الدوام والثبات والإستمرار، "كفر" إذن هناك فرصة.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء: "العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة" إذا الصلاة هى أول درجات ذلك العهد، فمن يأتي ويقول لي أنا أريد أن أبدأ وأكون على الصراط المستقيم؛ فاقول له: الصلاة.



 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]