يقول باول غلدبيرجر (1950)، الناقد المعماري والمُحاضر والمؤلّف الأميركي إن "الهندسة المعماريّة يجب أن تكون جميلة وعمليّة أيضًا". تعدّ الحوائط الداخلية الكونكريت من الأمثلة على هذه الفلسفة، فهي تجمع بين الشكل والوظيفة بالقدر عينه.
تعكس الحوائط الكونكريت المكشوفة الحداثة والبرودة وهي قابلة للتكيّف مع أنماط الديكور الداخلي المُختلفة، إذ لم تعد الخلفيات الكونكريت تُستخدم في هندسة العمارة الوحشية، التي نشأت في خمسينيات القرن الماضي أو تلك الصناعية حصرًا.
صحيحٌ أن الحوائط المذكورة تبدو كأنّها لم تخضع لأي تشطيبات، إلّا أن المزيد من مُصمّمي الديكور يُعلون من أمر قوّة الجذب البصري لهذه العناصر وجمالياتها الخام. وفي مواجهة البرودة العائدة للأسطح المذكورة، يُمكن اختيار الأثاث الخشب وتكثيف الإضاءة.
من جهةٍ ثانيةٍ، تتوافر ألواح الجدران ذات المظهر الذي يُقلّد الكونكريت، ما يوفّر جمالية خالدة ويعكس عند تبنيها من أصحاب المنازل حريتهم في التعبير عن أنفسهم، من خلال التصميم، من دون المساس بالوظيفة.
الكونكريت والتصميم الداخلي
تُضفي مادة الكونكريت لمسةً صناعيّةً، على المساحات المنزلية الداخلية ذات المخطط المفتوح وتوفّر أيضًا نسيجًا فريدًا وتباينًا بصريًّا مع قطع الأثاث المنزلية الأخرى. على الرغم من أنه يمكن استخدام الحوائط الكونكريت في أي غرفة منزلية، إلا أن المناطق الرطبة، لا سيما الحمامات والمطابخ تفيد أكثر من المادة الخام أو الألواح المقلدة لها، فالأخيرة مقاومة للماء والحرارة والخدش ومتوافرة بألوان وتشطيبات مختلفة، ما يسمح لأصحاب المنازل بتخصيص التصميم الداخلي وفق تفضيلاتهم الفردية.استخدام الكونكريت المزيف ميسور التكلفة أكثر من منتجات الحجر أو البلاط الحقيقية. لذلك، ليس من المستغرب أن يبحث العديد من الأشخاص عن هذه الألواح عند تحديث ديكورات منازلهم.
في العموم، تعد ألواح الحوائط الكونكريت الداخلية خيارًا مثاليًّا لخلق مظهر عصري، مع إضافة لمسة من الأناقة، إضافة إلى توفير خصائص عازلة للصوت.
أسباب مشجعة على إكساء الحوائط بالألواح المقلدة للكونكريت
تشمل الأسباب التي تدعوكِ إلى النظر بجدية في هذه الألواح:
مُناسبة الألواح المذكورة لأي مُخطّط تصميمي.
توفير مجموعة مُنوّعة من القوام والتصميم.
سهولة التركيب.
الجماليّة.
القدرة على تحمّل التآكل، مع مرور الوقت.
الاستخدام كعناصر زخرفيّة وفواصل وظيفيّة في أي مساحة.
أساليب في الديكور تتبنى الحوائط الكونكريت
ولّت الأيام التي كانت فيها الحوائط الداخلية الكونكريت تتصل بالنمط الصناعي في الديكور الداخلي أو ذلك العائد للمدرسة الوحشية حصرًا، وتبدو كما لو أنه أثناء أعمال البناء نسي الفريق إكمال الاشتغال على الجدران، إذ يُلاحظ حضور الكونكريت في المنازل ذات الطراز الاسكندينافي أو المودرن أو حتى البوهيمي.
يرجع سرّ الإمكانيات الواسعة لاستخدام الحوائط الكونكريت إلى بساطتها. هي عبارة عن خلفيات محايدة تتوافق، بشكل جميل، مع معظم المواد والألوان والأنسجة.
الطراز الاسكندنافي في الديكور
يتميّز الطراز الاسكندنافي في الديكور الداخلي، في المقام الأوّل، بالبساطة؛ مع حضور الحوائط الكونكريت، في مناطق المعيشة المنزلية، يحلو استخدام الخشب والأقمشة الطبيعية والنباتات، ما يُدفئ الطبيعة الخام والباردة لمادة الكونكريت، ويجعل المساحة الداخلية المذكورة مريحة للغاية.
الطراز الحديث في الديكور
أضيفي إلى ذلك، يتبنى الطراز الحديث إبراز الكونكريت، كعنصر من عناصر الديكور الداخلي البسيط، مع أهمية أن تحظى المساحات حيث الحوائط الكونكريت بكم وافر من الضوء وأن تلتزم بالنمط المفتوح.
البوهو ستايل
لناحية الطراز البوهو أو الستايل البوهيمي في الديكور، الذي يتخلّى عن الرسمية وعن أي قواعد تصميمية صارمة ويتمتع بالانتقائية، تحلو المعلقات، مثل: صائدة الأحلام والمكرمية على الحوائط الكونكريت.
إضافة إلى الأساليب المذكورة آنفًا، تبدو الحوائط الكونكريت، في الديكور المينيماليست (أو طراز الحدّ الأدنى) وفي طراز منتصف القرن الحديث.
أثاث وديكور من الكونكريت
إضافة إلى الحوائط الكونكريت، تبدو في الأسواق قطع من الأثاث والديكور، مصنوعة من الخامة، مُحمّلة بخصائص، مثل: المتانة والبساطة، فهي مثاليّة لتلك المناطق الداخليّة، التي تتطلّب التأثيث بأثاث عالي المقاومة. لذلك، يمكن العثور على المصابيح والمدافئ وخزائن الحمّامات ذات الأدراج والطاولات والمزهريات الدارجة، كما أثاث الحدائق الكونكريت.
وإذا كنتِ تعتقدين أن لون الكونكريت الرمادي يبدو مُملًّا، تُفيد الإشارة إلى أن المادة تتوافر بألوان وأنسجة مختلفة.
[email protected]
أضف تعليق