28 مايو 2024، كليفلاند: أوضحت أخصائية من كليفلاند كلينك، نظام الرعاية الصحية العالمي، في تصريحات قبيل انطلاق فعاليات اليوم العالمي لصحة الجهاز الهضمي الذي يوافق 29 مايو الجاري، أن ممارسة التمارين الرياضية هي إحدى أكثر الطرق فعالية في تعزيز صحة الأمعاء، والتي تؤدي بدورها إلى تحسين الهضم والمناعة، ما يساعد في الوقاية من العديد من المشاكل الصحية مثل أمراض القلب والمناعة الذاتية.



وقالت الدكتورة كريستين لي، أخصائية الجهاز الهضمي: "قد تكون ممارسة التمارين الرياضية ’الدواء‘ الأهم لصحتنا. وهي الشيء الذي يمكن للجميع القيام به ودون أن تكلفة لكي يشعروا بأنهم بحال أفضل".



وأوصت الدكتورة لي بالنسبة لأولئك الذين لم يمارسوا التمارين الرياضية من قبل أو الذين يعانون من مشاكل صحية وخاصة مشاكل القلب أو الرئة أو الظهر، بضرورة حصولهم على المشورة الطبية من مزود الرعاية الصحية الخاص بهم قبل ممارسة التمارين الرياضية، والبدء بممارسة التمارين بصورة تدريجية. وأضافت: "قد يكون المشي السريع نقطة انطلاق جيدة في حال لم تمارسوا التمارين الرياضية منذ فترة. أما إذا كنتم تمارسون التمارين الرياضية بانتظام، فإنكم بحاجة إلى ممارسة تمارين قوية بما يكفي لتنشيط ضخ القلب للدم".



وتابعت: "إن الحالة المثالية تشير إلى ضرورة قيام الفرد بممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل لمدة خمسة أيام أو أكثر أسبوعياً. ومع ذلك، يجب على الأفراد عدم الاستسلام في حال لم يتمكنوا من تحقيق هذا الهدف، إذ أن أي قدر من النشاط البدني أفضل من لا شيء".



وبيّنت الدكتورة لي وجود خمس طرق رئيسية يمكن من خلالها للرياضة أن تحسن صحة الأمعاء:



تحسين حركة الأمعاء
أشارت الدكتورة لي إلى أن ممارسة التمارين المنتظمة تساعد الجهاز الهضمي على العمل بأفضل صورة ممكنة. وقالت: "إن الجهاز الهضمي مبطّن بالعضلات، ولذلك فإن تحريك الجسم هو مفيد لتحسين قوة العضلات بما فيها الأمعاء. وعندما يكون الأفراد غير نشطين من الناحية البدنية، فإن عضلات الأمعاء تصبح أيضاً أقل نشاطاً، ولذلك يمكن أن نواجه بمرور الوقت انخفاضاً في التنسيق والقوة".



تعزيز الدورة الدموية
بيّنت الدكتورة لي أن القلب يضخ الدم بسرعة وقوة أكبر أثناء ممارسة التمارين الرياضية ما يحسن الدورة الدموية أي تدفق الدم إلى العضلات ومن ضمنها عضلات الأمعاء، وأضافت: "تحسن ممارسة التمارين الرياضية الدورة الدموية في جميع أنحاء الجسم، وعندما يحصل الجهاز الهضمي على تروية وتدفق دم أفضل، فإنه يصبح أكثر قوة وصحة، ما يوفر بيئة أفضل تتيح المحافظة على التوازن الصحيح للبكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي".



المحافظة على مستويات استقلاب صحية
يعتبر الاستقلاب العملية التي يقوم بها الجسم لتحويل السعرات الحرارية إلى طاقة، ويمكن للنشاط البدني وممارسة التمارين الرياضية بانتظام تحسين الاستقلاب، وأوضحت الدكتورة لي: "عند تباطؤ الاستقلاب تتباطأ حركة الأمعاء الأمر الذي قد يؤدي إلى مشاكل هضمية مثل: الغازات، والانتفاخ، وآلام البطن، وعسر الهضم، وفرط نمو البكتيريا السيئة، وانتقال البكتيريا وهو مرور البكتيريا من الجهاز الهضمي إلى الأنسجة أو الأعضاء الأخرى، والتهاب السبلة الشحمية، وداء الرتج، والتهاب الرتج، وتضخم القولون، والهبوط، والفتق، والبواسير، على سبيل المثال وليس الحصر".



إعداد الجسم للنوم
أضافت الدكتورة لي: "يعتبر الحصول على قدر كافٍ من النوم من الأمور الجيدة لصحة الأمعاء. لكن ولسوء الحظ فإن الأمر ليس ببساطة الاستلقاء والنوم فوراً. إذا كنتم ممن يعانون من صعوبة النوم أو مواصلة النوم، فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد تكون العلاج الطبيعي الذي تحتاجونه. يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في وقت مبكر من اليوم على تحسين عادات النوم وبعض اضطراباته. عندما ننام فإننا أجسامنا بما في ذلك الأمعاء تحصل على فرصة إصلاح الخلايا، الأمر الذي يعد حيوياً للحفاظ على صحة الجسم والجهاز المناعي".



تقوية عضلات الجهاز الهضمي
يمكن لممارسة التمارين الرياضية تقوية العضلات التي تساعد على تقلصات الأمعاء -المعروفة باسم التمعّج (التقلص الاستداري)- وجعلها أكثر قوة وفعالية، وقالت: "كلما أصبحت عضلات الأمعاء أكثر قوة ازدادت قدرةً وكفاءةً على طرح الفضلات من الجسم. يعد التمعّج الجيد جزءاً أساسياً في صحة الجهاز الهضمي لأنه يسهم بنقل الفضلات إلى خارج الجسم قبل أن تتمكن من تعطيل الميكروبيوم الخاص بالجسم".



وفي تعليقها على أفضل أنواع التمارين الرياضية التي يمكن القيام بها لصحة أمعاء أفضل، أوصت الدكتورة لي بممارسة أي نوع من التمارين الهوائية (آيروبيك) أو تمارين المقاومة الديناميكية التي يستمتعون بممارستها وتناسب برامج ومستوى اللياقة البدنية الخاصة بهم. وأضافت: "عندما يسمع الناس كلمة ’تمارين رياضية‘ غالباً ما يعتقدون أنه يتعين عليهم الالتحاق بصالة الألعاب الرياضية، ولكن هذا ليس هو الحال دائماً، إذ قد يكون جمع أوراق الشجر أو التنظيف بالمكنسة الكهربائية أو نقل الأثاث أو قص العشب أو الرقص على الموسيقى المفضلة نوعاً رائعاً من ممارسة التمارين الرياضية. وتعتبر زيادة معدل ضربات القلب والشعور بالحاجة إلى التنفس بشكل أعمق والتعرق، من العلامات التي تشير إلى أنكم تمارسون التمارين الرياضية بكثافة جيدة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]