بداية، أود أن أوضّح أنى مواطن يقوم بكل واجباته، وله انتماء وولاء لبلاده، ويدعم كل المساعي بغية التوصل إلى تحقيق السلم والسلام لكافة شعوب العالم وتحديدا مطقتنا.
وأعترف، أني فكرت مطولا وعميقا وترددت كثيرا قبل أن أخط هذه السطور، نظرا لحساسيتها وتحديدا في هذه الظروف المقلقة والمركبة، إلّا أن حقيقة كون كتاباتي النقدية مبنية على وقائع وحقائق وبكل مهنية، مصداقية وشفافية وهادفة إلى الإصلاح والتوعية واستخلاص العبر، دفعتني أن أكتب ما يجول في خاطري، ولشعوري وقلقي واستيائي الشديد مما تشهده بلادنا من قلق، فوضى، تردٍّ، معاناة، بحيث تجاوزت كل الخطوط الحمراء ودقّ ناقوس الخطر ونحن على مفترق طرق لا نهتدي للجهة التي توصلنا إلى بر الأمان!
سيادة الرئيس
لا أحد يستطيع أن ينكر دورك وبصماتك، ورصيدك خلال العقد الأخير والذي شهدت خلاله البلاد تحسنًا ملحوظًا على الوضع الاقتصادي والأمني وتوثيق العلاقات مع عدد كبير من قادة دول العالم، لكن اسمح لي أن أقول لك كان هذا حتّى السّبت الأسود من أكتوبر الماضي، أكتوبر الدّمار والتسونامي الذي محى تاريخك الحافل لوضعك البلاد في مأزق دون مخرج وفرض معادلات مركبة معقدة مبهمة وواقع جديد لا يبشر خيرا، ويتطلب، على الفور، وضع خطط إستراتيجية ودراسة المشهد والحلبة السياسية بكل مسؤولية بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة واللجوء إلى لغة الحوار وحتى خروج الدخان الأبيض، والخروج من هذا المأزق لما فيه مصلحة المنطقة، وعليه رأيي المتواضع لا يختلف عن آراء ورغبة نسبة ليست بقليلة من مواطني الدولة، عربا ويهودا، من مختلف الأحزاب السياسية،يناشدونك قائلين: رفقا بالبلاد والعباد! عليك الاستقالة والرحيل اليوم قبل الغد دون أي قيد أو شرط، ربما ننقذ البلاد من البلاء القادم، فيكفينا مصائب وويلات دمارًا وتشريدًا.
وأنا أسألك: كيف تستطيع أن تنام الليل الطويل بعد أن تركت المخطوفين والمخطوفات ينزفون في أرض المعركة يعانون، يهانون، لا يعرفون ليلهم من نهارهم، وصرخاتهم وذويهم تملأ الأجواء والأرجاء؟! هل كل هذا من أجل مصالحك الشخصية الضيقة وتمسكك بالمنصب والهروب من تقديمك للمحاكمة والتي يعرفها الداني والقاصي؟
والسؤال الذي يطرح نفسه والذي وجه لحضرتك مرارا من قبل الكثيرين شخصيا وعبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، كيف كنت تتصرف لو كان ابنك أو بنتك من بين المخطوفين وطبعا كعادتك تهربت؟!
بنيامين نتنياهو لم يعد أحد يناديك ويلقبك بيبي ...
بفرضك هذا الواقع والسيناريو باعتبارك شخصية سياسية حكيمه قديرة إذا أرادت فعلت
وخلقت أجواء قاسية وشقاقًا بين كل فئات وأطياف المجتمع الذي أفقدته ثقته بك وبنفسه، أمنه واستقراره وأعز ما يملك ، وما يزيد الطين بله والمصيبة أنك تتصرف وكأنه لم يحدث شيء والأمور تجري بصورة طبيعية ونحن في ألف نعمة "نقمة"!!
سيادة الرئيس، يؤسفني يقلقني يؤلمني ويخيفني أن تصل وتوصلنا لأن نعيش في مسرحية مقيتة ملها الجميع وتتكرر مشاهدها ولا نرى وللأسف بوادر إسدال الستارة عليها وعليه لا أحد يصدقك بعد اليوم، لقد فقدت شرعيتك حتى ضحكتك مصطنعة خبيثة!!

لطفا،
ارحل
ارحل
ارحل




استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]