في عمليّة طبّيّة معقّدة تمّت الاستفادة من كليتي طفل صغير يبلغ من العمر 9 أشهر ونصف، ابن لوالدين من سكّان الشمال، اضطرّ الأطبّاء إلى إقرار موته الدماغيّ. ففي أوقاتهم العصيبة لم يتردّد والداه ووافقا على طلب الأطبّاء باستخلاص أعضاء من جسمه الصغير لصالح طفل يبلغ من العمر 4 سنوات يحتاج إلى زرع كلية. تمّ إطلاق عمليّة الاستخلاص بعد أن قام الأطبّاء بمراجعة دقيقة لجميع المعطيات التي يمكنها أن تمنح حياة جيّدة للمتبرَّع له، وتوصّلوا إلى أنّ فرص النجاح مرتفعة. هكذا انطلق الإجراء الطبي الذي كان التحدّي الأساسيّ فيه هو فارق الحجم الجسديّ بين المتبرِّع الصغير والمتبرَّع له.
يوضّح د. ران شطاينبرغ، مدير قسم جراحة الأطفال في مستشفى روت للأطفال في رمبام، والذي ترأس الطاقم الذي أجرى الجراحة، أنّ الحجم الطبيعيّ لكليتَي طفل يبلغ من العمر 9 أشهر هو حوالي حجم حبّة الفول، وبالتالي فقبل الشروع في عمليّة الحصاد والتبرّع، يجدر أوّلًا فحص الأداء العامّ للكليتين وحجم الأوعية الدمويّة ومدى ملاءمتها للمتبرَّع له، الذي عمره أكبر من المتبرِّع بـ 3 سنوات في هذه الحالة، وهو ما يتطلّب مقدار عمل أكبر من جانب الكليتين المزروعتين بدءًا من لحظة إجراء عمليّة الزرع.
اجراء نادر
وفقًا لأقوال د. ران شطاينبرغ: "إنّ مثل هذا الإجراء النادر، الذي يُنفّذ في مراكز طبية كبيرة حول العالم، يتضمّن في طيّاته تحدّيًا تقنيًّا هائلًا بالنسبة للأطباء – وهو ربط الأوعية الدمويّة. من المهمّ أن نفهم أن الأوعية الدمويّة لطفل يبلغ من العمر 9 أشهر تكاد تكون شفّافة. ويجدر أن نضيف إلى ذلك ضرورة "ترتيب" الكليتين في جسم المتبرَّع له بحيث تعملان بشكل متساوٍ وتعطيان بولًا على نحو مماثل وفي نفس الوقت".
شارك في هذا الإجراء الطبي المعقّد أطبّاء وأعضاء طاقم من مجالات مختلفة، من ضمنها مجالات جراحة الأطفال، زرع الأعضاء، جراحة الأوعية الدمويّة، طبّ الكلى، العناية المكثّفة، التخدير، الأشعّة، وغير ذلك. أجريت العمليّة الجراحيّة منذ ثلاثة أشهر، لكنّ القسم قرّر الانتظار بشأن النشر عن هذا الإنجاز الجراحيّ حتّى يتأكّد من أنّ الكليتين استُوعِبتا بشكل جيّد وتقومان بوظائفهما دون أي مشكلة أو صعوبة. واختتم د. شطاينبرغ كلامه قائلًا: "لقد رأينا على طاولة العمليّات الجراحيّة أنّ الكليتين الجديدتين تعملان بشكل رائع، والآن، بعد ثلاثة أشهر من العمليّة الجراحيّة، أستطيع أن أقول إنّ الكليتين تعملان بشكل رائع وبطريقة طبيعيّة، ونحن سعداء جدًّا بذلك".
[email protected]
أضف تعليق