بنشيد جريان (النهر) ينساب بالصوت العذب، تفاصيل القصّة.. الإبداعية الإنسانية ورفعها وتنصيبها في المنارة – التي تضيء العالم بأصواتها الرائعة.
لمكتبة المنارة:
السيادة للكلمة، العظمة لمكتبة المنارة العالمية. التحية لمديرها المحامي: عباس عباس.. والتقدير الكبير للطاقم المهني، التقني، بإدارة: محمد اكتيلات والنخبة المميّزة العاملة بكل جهد واجتهاد، لرفع مكانة أدبنا المحلي إلى العالمية.
نبذة عن قصة النهر:
النهر؛ كيف يغيّر مجرى حياة عائلة بكاملها! كيف تتحوّل لعبة صغيرة إلى لعبة كبيرة في ملاعب الحياة. هل هي المصادفة؟ أم القدر الذي يكتب لنا مصائرنا ونرى واقعنا قد تغير.. تبدّل من النقيض إلى النقيض. قد أرهقني السؤال؟ عن الإعاقة. هل هي مصدر التحدّي والتصدّي والقوّة.. أم الانطواء والسكينة والهدوء.. أم الإرادة؟ هكذا ورد سؤال البداية لقصتي – النهر. قصة تدخل في كل التفاصيل الصغيرة، وتكوين النسيج الإنساني العائلي الفريد، الذي يجعل من النقص أو الإعاقة، أو فقدان أي قدرة لإحدى الحواس - قوّة وعظمة ونجاحات، بفضل التربية الصالحة والعاطفة المتدفّقة، المتجلّية في قمّة الإنسانية. أورد هذه السطور للتعريف بقصتي الجديدة (النهر) لكي أقول للعالم (ما زال الإنسان - فينا رغم الحرب والقتل والدمار).
بكل قدرة وجبروت وقوّة.. اندفاع جريان النهر (كان التحدي للإعاقة) المكانة للكلمة الطيبة والأسرة الفاضلة والتربية الصالحة.
قصّة النهر للأطفال والناشئة - تطرح قضيّة إنسانيّة مركّبة (ما بين المحبّة المطلقة لمساعدة الآخر، وبين التربية المدروسة وفق القواعد والنظم، لخلق أسرة مثقفة قادرة على مواجهة العالم) هنا بالرغم من أن الطفل معروف أصمّ يتحدى كلّ الصعاب ويصل بفضل التربية إلى درجة الدكتوراه في علم الإشارات.
الأديبة شهربان كتبت عن النهر:
عندما تعانق البذرة المغلّفة بالظلام، ضوء الشمس وتمتصّ عطر التراب وماء الحياة، تصبح بذرة صالحة، حيّة تُرزق، تغمرنا بخصب المواسم، ولولا هذه المصادفة العجيبة، التي جمعت الراوي مع معروفٍ، الصبيّ حلو الشمائل، الأبكم والأصمّ، ووالدته الأرملة، التي كانت مستعدة أن تفعل له المستحيل كي تمنحه حفنة فرح.. ويحتضن الراوي العائلة المحتاجة، ويدعمها بكل ما لديه من قدرات وإمكانيات بعد أن يمنح الأم عملا ومأوى، ويرعى موهبة الصّغير في فنّ الرسم والتّصوير، ويعزّزها، فهو رجل مثقّفٌ، يدرك قيمة الإبداع وقيمة الإنسان المُبدع، ويدرك إن الأيام دولٌ، وأنّه مهما شيّدنا من بنايات وعمارات، فإنها آيلة للاندثار والخراب، كما لا يبقى في النهر إلاّ حجارته، فلا خلود سوى للأدب والفنّ والجمال.. وقد ينسى جهابذة الاقتصاد وأصحاب البورصة، أن سعر الدقيق في زمن هوميروس، كان قرشًا، أو قرشين، ولكنهم لن ينسوا الإلياذة.. ولوحة الموناليزا وحدها تجذب سنويًا تسعة ملايين زائرا لمشاهدتها في متحف اللوفر؛ ومقطوعة الدانوب الأزرق ليوهان شترواس خلّدت اسم النهر للأبد؛ إذن الإنسان تخلّده الموهبة مهما اختلفت مشاربه وأصوله.. كما يخلّد النهر مجراه، ورعاية الأولاد الموهوبين واجب وطني، واجتماعي، حسب اعتقادي، يحسّن فرص اشتراكنا وحضورنا في النظام العالميِّ الجديد. ولذلك يصرّ الراوي، السيَد باسم، هو وعائلته الكريمة على عرض كل لوحات معروف في معرضٍ فاخر، وتكريمه قبل أن يسافر للدراسة والبحث، وتقديم رسالة الدكتوراه ضمن بعثة جامعيّة، تدرس مهارات لغة الإشارات ومهارة الهجاء بالأصابع، الأبجديّة المبكرّة لدى الأطفال – ص 55 لأنه يدرك أن ملايين البشر بحاجة لهذه الدراسات القيّمة ولذكائه الفذّ.
الأديب نايف خوري يقول:
هذه الشريحة البشرية من ذوي الهمم والتحدّيات، تحتاج إلى اهتمام عالمي وليس أقاليمي أو جغرافي فقط، وهذا بالذات ما فعلهُ المبدع وهيب وهبة بطرح قصّة النهر، التي تطرق أبواب العالمية بالإنسانية المطلقة، والروحانيات السماوية، والتربية ومساعدة المحتاج، ورفع قضيّة الانسان المعاق إلى مصاف العالميّة..
لقد برع صديقي وهيب بإثارة عنصر المفاجأة وفيض المشاعر، حين علم أن معروف يعاني من الصمم والبكم.. وازداد هلعًا حين سقط الصبي في النهر.. فينشغل العالم كلّه لإنقاذ الطفل من النهر ومن الهلاك.. ولكن أفكاره كلّها وكامل اهتمامه ينصبّ لإنقاذ من سقط في النهر.. وتغمره المحبّة ويزداد حنينه لمعانقة هذا الطفل، الذي أسقط دميته في النهر وبقي هو سالمًا معافى..
إن النزعة الرومانسية تثير في النفس العواطف الجيَّاشة.. إنها روح أخي وهيب، الرقيقة، الحساسة، العطوفة، المتواضعة، المُحبّة.. هذه روحه بالمواقف العادية، فكم بالحري في موقف أمام طفل أصم وأبكم!!؟ أراه يكاد ينهار في هذه الحال، يذوب تعاطفًا وينساب حنانًا وعطاءً كمياه النهر المتدفّق.. إن الروحانيات تأسر قلب وهيب، وتشغله عن أمور الدنيا، فما بال العالم يتغاضى، يتجاهل، يبتعد عن التفكير والاهتمام والعناية بذوي الهمم؟؟ هل بدأنا نرى تيارات محلّية وعالمية تولي ذوي الهمم عنايتها، وتبعدهم عن هوامش المجتمعات، إلى مركز الاهتمام، وبؤرة القدرات التي يتحلّى بها كلّ ذي همّة؟؟ إن هؤلاء هم جزء لا يتجزّأ من المجتمع، فكيف نلقي بهم جانبًا؟ لم يكن مجتمعنا في السابق يعي مكانة ذوي الهمم، بغضّ النظر لأي إعاقة، فيعاملهم بالدونية، والنبذ والتحييد، ويعتبرهم جسمًا ساقطًا غير متكامل. لكن أهل الحضارة تنبّهوا لأفراد المجتمع، الذين قد يفقدوا إحدى حواسّهم، أو أطرافهم، أو ميزاتهم العادية، لأن هؤلاء ولدوا خلقة الله، ولا لذنب اقترفوه، أو إثم اقترفه ذووهم كما كان يعتقد، حتى ظهر من بين ذوي الهمم، أولئك الذين تفوّقوا على أبناء المجتمع، بذكائهم وقدراتهم وإنجازاتهم وعلومهم، فظهر منهم العلماء الأفذاذ، والنوابغ والناجحون والمنجزون.. ولذا ينبغي إفساح المجال، والإتاحة والدعم والمساندة والتشجيع، وتشريع الأبواب والقوانين لذوي الهمم العاديين، كي يشقّوا طريقهم ويعيشوا في المجتمعات بكرامة واحترام وتقدير، بكافّة المستويات والصعد، وبكلّ المجتمعات والفئات المجتمعية. وعلى ضوء الوعي المحلّي والعالمي لذوي الهمم ومكانتهم، فسوف نشهد لهذا النهر جريانًا في لغات عالمية عديدة.
قصة النهر:
المؤلّف: وهيب نديم وهبة
اللغة: عربية
القارئ: أحمد صالح
دار النشر: أ- دار الهدى، عبد زحالقة.
سنة النشر: 2024
فئة الكتاب: للأطفال والناشئة.
الرابط لقصة (النهر) بالصوت العذب.
https://arabcast.org/books/5616-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B1
[email protected]
أضف تعليق