( كلمة صغيرة في رثاء استاذي المرحوم صالح شيخ أحمد )
كتب :زهير دعيم
رجلَ الانسان الجميل والأستاذ الكبير والطّيّب ، ورجل المجتمع الرّاقي .
رحل مدير المدرسة الأجمل والأروع في الجليل .
رحلَ مَنْ غنّى المحبّة والعدلَ والمساواة قصيدةً مُعبّرة ترفل بالمعاني ، وكتبها قصّةً هادفةً تعيشُ الواقعَ وتتنفّسه.
رحل عنّا الى السماء أبو خالد الأستاذ صالح شيخ احمد ؛ استاذي الشّابّ الصغير في الصّف الخامس ومديري وصديقي الصّدوق لاحقًا ، الذي أكِنُّ له الاحترام الكبير والتقدير.
رحلّ وسافرَ الى السّماء وترك في القلوب غصّاتٍ، وفي المآقي دموعًا وفي النفوس لوْعة .
رحمك الله استاذي الغالي ، أنت الذي ادرتَ مدرسة بالعدل والحِسّ المُرهف ، فعمّقتَ التربيةَ في النّفوس وغرستَ الأخلاق في كلّ ناحية وزاوية ، فاستشرت وتشاورت ووزّعْتَ المهامّ وبذرت في نفوس كلّ المعلّمين والمعلّمات ، السكينة والطمأنينة ، فأعطوا من قلوبهم وبشغف .
أذكر استاذي المرحوم وهو يرتشف صباحًا معنا وبيننا في غرفة المُعلّمين فنجانًا من القهوة على عَجَلٍ والبسمة تعلو مُحيّاه الجميل .
أذكره وهو يقف في أكثر من صباح أمام الطلاب المصطفين في ساحة المدرسة ، فيُلقي درره الادبيّة والأخلاقية في حقول الطّلّاب وروابيهم علّها تنمو وتنبت ؛ وهكذا كان .
أذكره وهو يُربّتُ على كتفي بعد أن زرته في بيته العامر بعد تقاعده أكثر من مرّة مُقدِّرًا وشاكرًا ومطمئنًا على صحّته ، فهو هو مَن علّمنا الأصالة والأصول ، وهو هو بإدارته الحكيمة جعل صيت مدرسة عبلّين (ج ) يصل فضاء الجليل .
غادرنا ورحل عنّا أبو خالد ولكنه سيبقى معنا بروحه وببسماته وبأثره الطيّب ...
نعم سيبقى يزرع حقولنا قمحًا وخُلقًا وأدبًا وأخوّة وعلمًا .
رحل عنّا بالجسد وسيبقى في القلوب ...
رحلَ عنّا وطار اسمه الجميل ( صالح شيخ أحمد ) ليُلفّعَ من اليوم مدرسة عبلين " ج " بعباءته فتصبح : مدرسة صالح شيخ أحمد ، فتعلو باسمه وتزهو وتشمخ .
لروحك سلام استاذي الغالي ، لروحك طمأنينة أيّها الانسان الانسان ، ولزوجتك ولأشبالك الرائعين الذين تركتهم في عرينك ، ولأسرتك الكبيرة آل شيخ أحمد ، نزفُّ التعازي الحارة والصّادقة سائلين الله الصّبرَ والسلوان وطول الأعمار .
الربّ أعطى والربُّ أخذَ ، فليكن اسم الربّ مباركًا
تغمدك الله برحمته استاذي العزير .
[email protected]
أضف تعليق