أمس الأوّل " قامت القيامة " في بلدة يركا ولم تقعد ، فقد أقدمت سلطة " التنظيم " والبناء على هدم بيت هناك ، فواجهوا وشرطتهم عنادًا وإصرارًا ورفضًا من المواطنين الذين اجبروهم على اخلاء المكان ، ثمّ اعادوا البناء الى ما كان عليه ..
وللحقيقة أقول : أنّ كلمة هَدَمَ يَهدِمُ هَدْمًا كلمة قاسية ، شرسة ، عاتية ، فالإنسان " يحطُّ دم قلبه" كما قال الأجداد حتى يبني بيتًا يسكن فيه هو او ابنه المقبل على الزواج .
كلّ هذا والذريعة و "الجريمة" أن هذا البيت بُني على قطعة أرض خارج الخارطة الهيكليّة " المُقدّسة " ولو بمتر واحد ؛ هذه الخارطة التي تأبى أن تتسع وتتوّسع بأمر من فوق ومنذ عشرات السنين .
ويبقى السؤال هو :
لماذا هذا الاجحاف بحقّ المواطن العربيّ في إسرائيل الذي هو مواطن جميل ويقوم بكلّ واجباته ؟
حدث معي الامر عينه ، فأنا الذي خدم الدولة كمربٍّ ما يقرب من أربعين سنة ، لا املك ولا نملك الّا قطعة صغيرة من الأرض ورثناها عن اجدادنا ، فبنى عليها اخوتي الكبار ، ولمّا جاء دوري ، تيقن لي أنّني ابني خارج الخارطة الهيكليّة ، في حين أن اخي الذي لا يبعد عنّي سوى مترًا واحدًا بنى بيتًا " قانونيًّا" ، فصرتُ أنا جانيًا ومُخالفًا ، فحُكم عليّ بأن أدفع أكثر من مائة ألف شاقل قابلة للتمديد والزيادة .
قد يكون الحكمُ بدفع مخالفة ماليّة ، أهون وأيسر من الهدم ولكنه يبقى ظلمًا واجحافًا.
ويبقى السؤال الأكثر الحاحًا :
لماذا يُضيّق علينا حكّامنا الخناق بهذه الصورة الرهيبة ، في حين أنّ الجبال والتلال من حول بلدتنا الجميلة عبلّين وغيرها قد " امتلأت " بالمستوطنات اليهوديّة .
هل يحقّ للمواطن فلّان ما لا يحقّ لعلّان ؟ وهل هناك مواطن درجة ممتازة ومواطن درجة ب و ج .
لتقولوا ما تقولون - أنا الأنسان النّظامي والمواطن الجميل - انَّ قلبي كان مع أهلنا في يركا وفي كلّ مكان في البلاد بنى مواطن بيته " بعرق جبينه ودم قلبه " فجاء " القانون" فهدمه بدقائق وجعله رُكامًا .
حان الوقت أن أُعاملَ أنا الدّعيميّ ، الذي سكن جدوده في هذه البلاد، لربما قبل مجيء سيّدنا إبراهيم الخليل اليها، أنْ أُعاملَ كما الآخَرين !!!
من حقّ المُتوجّع أن يصرخ َ .
ومن حقّ المواطن المظلوم أن ينتفضَ بأدب إنْ صحَّ التعبير .
كلّي أمل وصلاة أن يعي حُكّامنا كبرَ هذه التصرّفات ، فينظروا بعين الرحمة والمحبة والمساواة والعدل الى المواطن كان مَنْ كان ، فيعملوا على توسيع الخرائط الهيكلّية لبلداتنا العربيّة ويرفعوا عنّا الضّيْم .
أتُراني أحلم ... لسْتُ أدري .
[email protected]
أضف تعليق