كما هو معلوم، سطع نور الأديان على ممر العصور على وجه البسيطة كي تفرح الأرض والبشر بنور الباري سبحانه وتعالى.
وجاءت هذه الأديان، لتنظم علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، تفتح بابًا وآفاقًا للتعايش والمحبة والتسامح والحوار الحضاري، تعزيز ثقافة التنوع وإرساء أسس العدل بين أطياف وطبقات المجتمع على اختلافها.
هذه هي أعراف ديننا الشّريف، عقيدتنا وكياننا والطائفة المعروفيّة كانت وستبقى كما عهدناها داعية للسلم والسلام، والتآلف والتواصل الإنساني بين الأديان والحضارات والشعوب، وهذه هي الأجواء والمشاهد واللوحة المميزة التي يشهدها رحاب المقام الشريف في زيارته التقليدية في الخامس والعشرين من نيسان والتي ستقتصر على المراسيم الدينية
إن حقيقة الاختصار من الاحتفالات بسب الأوضاع الرّاهنة المشحونة بالتوتر والقلق الشديد، والآخذة بالتدهور لم ولن تمس بمشاعر الزائرين بالانتماء والتعالي والوقار.
قبل قرب هذه المناسبة العزيزة والغالية، التي حفرت في قلوبنا وعقولنا، والتي لا تثمن ولا توصف ببضعة أيام، وكعادتي ومنذ ما يزيد عن عقدين من الزّمن يسطر قلمي تقريرًا خاصًّا لا أكتبه بماء الذهب، بل بماء الروح لما له من منزلة وتقدير.
ولأن الكتابة عنه تدفعك للكتابة بكل حس، شوق وذوق ،تفرض عليك قيودًا والتزامات وتدخلك في غموض وكنوز الأديان والنفوس، وفي معالم ومفاهيم التوحيد الخالدة، وهذه ليست مجرد محطة عابرة ولا تشبه أي محطة لها أهميتها، أبعادها، انعكاساتها ومكانتها، علينا أن نقف فيه مطولا ونفكر بعمق، بمصداقية وشفافية نحكم الضّمير لا العاطفة، منها تنطلق الخطوة الأولى لنا كطائفة موحدة بكافة مؤسّساتها وطاقاتها وقياداتها الدينية، السياسية، التربوية والثقافية لنقول معًا وبصوت عال كفى! كفى لتردي أحوالنا وتفاقم مشاكلنا والسكوت عن نيل حقوقنا المشروعة التي لا تحصى ولا تعد والاكتفاء بالوعود والعهود وسماع الكلمات المنمقة التي لا رصيد لها على أرض الواقع.
هيّا بنا نفتح حوارًا حضاريًّا، بعيدًا عن المصالح الشخصية الضيقة والمقلقة ولغة التجريح وتبادل الاتهامات لتوصلنا إلى بر الأمن والأمان، ولنقول لكافة حكومات إسرائيل المتعاقبة كفاكِ مناداة بحقيقة كوننا متساوين في الواجبات فقط، والتغني بما يسمى حلف الدم وسن قوانين مجحفة بحق الطائفة المعروفية.
وهنا يحضرني تصريح رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" الذي قال:
" إنّنا إخوان مما يتمثل بثلاثة أحلاف؛ وهي حلف الدماء، حلف الحياة، وحلف الشعبين.
كل أبناء الطائفة، الصغير قبل الكبير، يعرفون حق المعرفة أنّ هذه مجرد كلمات كتبت على الثلج وحبة مسكن، فحلف الدماء نكتة أكل عليها الدهر وشرب! وحلف الحياة لا حياء لكل حكومات إسرائيل منذ قيام الدولة، أمّا حلف الشعبين فأترك لكم إبداء رأيكم فيه..
وبمناسبة شهر الأعياد؛ عيد الفطر المبارك لدى المسلمين، عيد الفصح لدى الطائفة المسيحيّة، عيد الفصح لدى الشعب اليهودي وزيارة مقام النّبي شعيب عليه السلام،
نسأله تعالى أن تتصافى القلوب، ويعم السّلام الحقيقي العادل والشامل أنحاء المعمورة
ويلهم قادة العالم تحكيم الضّمير واللجوء إلى لغة الحوار لوضع حد لهذه المشاهد المقلقة التي لا تخدم مصلحة أي طرف.
[email protected]
أضف تعليق