عجلة القيادة في السيارة تعتبر من الأجزاء الهامة التي تجعل السيارة تأخذ توازنها وثباتها على مسارات الطريق، وهي التي نستخدمها للتعامل مع الطريق الذي توجد فيه الحفر أو المطبات أو مشاكل أخرى من أجل تجنبها. نلف يميناً أو يساراً ونعمد إلى المناورة أيضاً بعجلة القيادة للتعامل مع العوامل الطبيعية مثل هطول الأمطار أو الثلوج. وبقدر ما تكون عجلة القيادة دقيقة ومتوازنة فإن مسار السيارة يكون متوازناً أيضاً. لذلك سعى الخبراء منذ اختراع السيارات لإيجاد عجلة قيادة تساعد السائق على القيادة الجيدة والآمنة للسيارة. وتظهر بين الحين والآخر تطورات تتعلق بتحسين أداء عجلة القيادة إلى أن وصلنا إلى مرحلة عجلة القيادة الحسية التي تعتبر من المبتكرات التكنولوجية الهامة في عالم صناعة السيارات.
عجلة القيادة والعوامل المناخية:
يواجه أغلب السائقين حول العالم مصاعب جمة عند القيادة تحت الأمطار الغزيرة جداً أو عند انخفاض الرؤية بسبب الطقس السيء أو حتى عند تدهور طبيعة الطريق، وهنا تكمن أهمية تكنولوجيا عجلة القيادة الحسية المبتكرة.
إذ قامت شركات سيارات أوربية بالتعاون مع جامعة غلاسكو بإنشاء وتطوير فكرة عجلة القيادة الحسية التي تعمل على تسخين أو تبريد أجزاء من المقود بسرعة لإطلاع السائقين أين عليهم الانعطاف يساراً أو يميناً، ومتى عليهم تغيير حارة السير، أو لتحذيرهم فقط من التقاطعات المقبلة، ما يمكنه أن يساعد تلقائياً في إبقاء نظر السائقين الدائم على الطريق.
كما يمكن تطبيق هذه التكنولوجيا أيضاً على مبدلات السرعة الحديثة، للتنبيه عند انتقال التحكم من السائق إلى التحكم الآلي في سيارات القيادة الذاتية المستقبلية.
كيف تعمل عجلة القيادة الحسية؟
تقترح الأبحاث التي قامت بها شركات السيارات الأوروبية إمكانية استخدام الإشارات الحرارية كطريقة ملائمة للحفاظ على تركيز السائقين الدائم على الطريق. وتعمل هذه الإشارات على طرفي عجلة القيادة، مشيرة للاتجاه الذي يجب الانعطاف إليه عبر التسخين أو التبريد السريع لجهة واحدة بفارق يصل إلى 6 درجات مئوية. ولتحقيق المزيد من الراحة، يمكن للسائق أن يختار مجالاً مختلفاً من درجات الحرارة.
كما أظهرت الدراسات أيضاً أنه يمكن استخدام التعليمات القائمة على الحرارة للتنبيهات غير الطارئة، التي يخطف فيها الارتجاح انتباهاً غير ضروري، كالتنبيه لانخفاض مستوى الوقود على سبيل المثال. ويمكن استخدام الإشارات الحرارية أيضاً بدل التنبيهات الصوتية التي تؤدي عادة إلى مقاطعة الأحاديث الجارية داخل المقصورة، أو انقطاع الموسيقى والفيديوهات الشغالة.
أهمية هذه التكنولوجيا:
يعتبر تشتت انتباه السائق سبباً كبيراً لحوادث الطرقات حول العالم، وهو مسؤول عن 10% من كل الاصطدامات المميتة في الولايات المتحدة الأميركية وحدها.
ولقد أظهرت الأبحاث التي أُجريت أن الناس مستعدون لفهم ديناميكيات التسخين والتبريد لإرشادهم إلى الاتجاهات، فيما يمكن للتغيرات الحرارية الحادة أن تكون مثالية لتنبيهات معينة لا تحتاج إلى الإشارات الصوتية أو الإشارات الارتجاجية.
إن تقنيات السلام والأمان هي على رأس اهتمامات شركات السيارات التي تلتزم بنهج تحسين مركباتها بشكل مستمر عبر أحدث التطورات التكنولوجية، بهدف تأمين الجاهزية اللازمة للقيادة الذاتية في المستقبل. من هنا تعتبر عجلة القيادة الحسية جزءاً من هذه الرؤية، إذ تستطيع الإشارات الحرارية أن تقلل الوقت الذي يبعد فيه السائقون نظرهم عن الطريق.
تحتوي إصدارات بعض السيارات الحديثة الحالية على مجموعة واسعة من الأنظمة المتقدمة للمساعدة على القيادة المتطورة والمصممة لتحسين الأمان بالنسبة للسائق والسيارة، بما في ذلك الجيل الجديد من شاشة العرض الأمامية في بعض السيارات.
[email protected]
أضف تعليق