ما هو دعاء السجدة أو ما يقال عند سجود التلاوة؟ ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دعاء السجدة أو سجود التلاوة تسع كلمات عند سجود التلاوة، أي عندما يقرأ آية قرآنية بها سجدة، فكان النبي يقول عند سجود التلاوة: «سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ»، و سجود التلاوة يكون كالذي في الصلاة دون السجود خلال الركعة، بل عند قراءة آية قرآنية فيها سجود، ويكون سجدة واحدة،
ورد في سُنن أبي داود، عن عائشة – رضي الله عنها- قالت: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ فِي سُجُودِ القُرْآنِ بِاللَّيْلِ: «سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ».
كيفية سجود التلاوة
كيفية سجود التلاوة في الصلاة وعند قراءة القرآن من الأحكام الفقهية التي يسألها عند الكثير ويعد سجود التلاوة سنة وليس فرضًا فلا يأثم تاركه، ورد عن العلماء أكثر من كيفية لسجود التلاوة فرأى أصحاب المذهب الحنفي في كيفية سجود التلاوة إن كان القارئ في صلاةٍ فتلزمه النية، ويستطيع القارئ إما أن يركع بعد قراءة آية السجدة مباشرة فتجزئ عن السجود، أو أن يُكمل آية السجدة فيسجد بعدها مباشرة، ثم يقوم ويكمل القراءة، ثم يركع ركوع الصلاة وهو الأكمل، وإن تُلِيت أكثر من سجدةٍ في الصلاة الواحدة فتجزِئ سجدة واحدة؛ وذلك من باب رفع الحرج، وإن كانت السجدة خارج الصلاة فيُكبّر ثم يسجد، ثم يُكبّر حتى يرفع رأسه من السجود.
رأى المالكية في كيفية سجود التلاوة أن تكون الكيفية بالتكبير للخفض للسجود مع رفع اليدين إن كان خارج الصلاة، ثم التكبير عند الرفع منه، مع النية سواء كان ذلك في الصلاة أو خارجها، ولا يوجد تسليم لسجود التلاوة كما الحال عند الحنفية.
أما الحنابلة فقالوا عن كيفية سجود التلاوة إن سجدة التلاوة سواء كانت في الصلاة أو خارجها فكيفيتها أن يكبر من أراد السجود تكبيرتين، الأولى إذا سجد والثانية إذا رفع، وإن كان خارج الصلاة فيكون السجود كما أورده الحنفية ولكن بإضافة التسليم وجوبًا.
كيفية سجود التلاوة عند الشافعية: يكون سجود التلاوة أولًا بالنية ثم بالتكبير ويُباح رفع اليدين لذلك، ثم السجود وبعد ذلك التكبير للرفع منه، ثم التسليم إن كان خارج الصلاة، أما في الصلاة، فالكيفية تكون بالنِيَّة ثم السجود ثم القيام للركوع، وإن قرأ قبل الركوع شيئًا من القرآن أفضل.
ما يقال في سجود التلاوة
سجود التلاوة كأي سجودٍ يكون فيه ذكرٌ ودعاء، فيستحبَُ أن يُقال فيه ما يُقال في السجود في الصلاة المفروضة كـ «سبحان ربي الأعلى»، وقد وَرد أيضًا بعض الأدعية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يُذكر منها: «اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ»، «اللَّهمَّ اكتب لي بها عندَكَ أجرًا وضع عنِّي بها وزرًا واجعلْها لي عندَكَ ذخرًا وتقبَّلْها منِّي كما تقبَّلتَها من عبدِكَ داودَ».
حكم سجود التلاوة
سجود التلاوة عند جمهور الفقهاء سنة ما عدا الأحناف فهو واجب عندهم، وفيما يأتي تفصيلٌ لأقوالهم: جمهور الفقهاء من الشافعية والحنابلة والمالكية: قالوا إن سجود التلاوة سنةٌ للقارئ والمستمع، وقد استدلوا بذلك الحكم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: «إذا قرأ ابنُ آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويْلَهُ، وفي رواية أبي كُرَيْب: يا ويلي، أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فليَ النار». وفي رواية: «فَعَصَيْتُ فَلِيَ النَّارُ».
واستدل الحنابلة على حكم سجود التلاوة بدليل عن ابن عمر رضي الله عنهما: «إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء)»]وقال المالكية بذلك أيضًا لقوله تعالى: «وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ» واستدلوا أيضًا بما استدل به الشافعية والحنابلة من أحاديثٍ نبوية كحديث ابن عمر وحديث أبي هريرة رضي الله عنهما.
الحنفية: اختلف الحنفية مع الجمهور في حكم سجود التلاوة، إذ ذهبوا إلى وجوبه وذلك لوجود الأمر بالسجود في بعض آيات السجود، ولوجود الذمّ على عدم السجود في بعضها الآخر، وكلاهما يقتضي وجوب الحكم.
مواضع وآيات سجود التلاوة
يرى جمهور الفقهاء أن آيات سجود التلاوة أربع عشرة آية، بينما اعتبرها المالكية إحدى عشرة آية، واختلفوا في بعض مواضع السجود للتلاوة وأجمعوا على عشرة منها، وسجود التلاوة عقب قراءة آية من آيات السجود سنةٌ مؤكدةٌ في الصلاة، وفي غيرها، وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ -وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ: يَا وَيْلِي- أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ» رواه مسلم، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ عَلَيْنَا السُّورَةَ فِيهَا السَّجْدَةُ؛ فَيَسْجُدُ وَنَسْجُدُ" رواه البخاري.
[email protected]
أضف تعليق